بذكرى مولد ثورة أكتوبر .. الإحتلال يسدد طعنته لها ..

المنهاج نت – نقرير 

 

تعد  ثورة الـ 14 من اكتوبر المجيدة، نقطة تحول في تاريخ اليمن واليمنيين ومنجزاً عظيماً بالنسبة لهم، ففي هذا اليوم  اليماني العظيم، وبهذا التوقيت تتجدد ذكرى مولد الثورة من كل عام، ففي العام  1963 انطلقت شرارة الثورة ضد الاستعمار البريطاني بعد اكثر من قرن وربع من الزمن، من احتلاله لجنوب اليمن الغصة عالقة في حلق كل اليمنيين بشطريه .. مما دفع أبناء اليمن الى التوحد في مواجهة  المستعمر فلم يكن الجنوبيين وحدهم من حرر عدن بل الاحرار الذين هبوا من كل المدن الوسطى والشمالية من اليمن  فداءً وحباً في تحرير الوطن ونصرة لإخوانهم  الجنوبيين، مما جسد الروح اليمانية الاصيلة التي تدل على شعب اليمن الواحد ، ولا تزال هذه الذكرى  تحضر في وجدان وذاكرة  كل يمني حر وأصيل  فقد نقشت أسمها على صخرة الزمن، شاهداً عليها بتاريخها المضيء بأنوار التضحيات  .

إن  ذكرى الثورة  تمثل ملحمة اسطورية ينتشي بها اليمنيون، أينما وجدوا على ظهر هذا الكوكب ، ومنها يرفعون راية الحرية والعزة والكرامة، لاسيما في ظل تحالف الحرب الذي تقوده أمريكا وأدواتها في المنطقة، محاولة منها  باستعادة امجاد سلفيتها بريطانيا،  ولكن هذا التحالف كسرت اطماعه على اهم  مراكزها الاستراتيجية  واولها التحرك الامريكي الذي اختار هذا التوقيت الذي يدفع فيه المجتمع الدولي نحو سلام ينهي معانة نصف قرن من الحرب والحصار  لاستعراض الحضور العسكري  بالتزامن مع تحرك اقتصادي وسياسي برز بلقاءات مع  الانتقالي أداة الامارات في اليمن،  وكأن والبيت الابيض  ترغب في ميناء المدينة عدن على وجه الخصوص،  ثمنا لما حدث للمدمرة كول قبل عشرين عاماً، عندما استهدفت جماعات ارهابية المدمرة الامريكية ، والتي ما كان لها أن تبحر في منطقة  غير امنة لولا الهدف من وجودها هو التواجد الامريكي  بهدف السيطرة والهيمنة والاحتلال منذ ذلك العام.

لم تكن أمريكا وحدها من تريد السيطرة على  هذه المنطقة الاستراتيجية والمهمة في العالم، بل الكثير من الدول الكبرى، رغم عدم إخفاء  طمعها القديم في السيطرة على خليج عدن منذ الحروب العالمية، لكنها على الأقل الان تسعى لاستغلال حالة  الفراغ الناجم عن  حالة الحرب التي ترأسه السعودية والإمارات ، الذي أدى  الى خلق حالة من الفوضى والضعف في الجنوب، في ظل حصار الشمال لرسم واقع جديد يخدم نفوذها على مدى القرون القادمة، وتلك الاجندة لا تقتصر على محافظة عدن  بل تشمل مناطق اليمن الاستراتيجية من الساحل الغربي حتى الشرقي مرورا بالجنوب حيث سبق لها أن انزلت قوات وشيدت قواعد في الجزر تحت مسمى “مكافحة الارهاب” الذي من خلاله استطاعت دخول الكثير من الدول بالقوة او عبر ابرام  الاتفاقيات وها هي  تضغط  لتضمن تواجد ضمن أي اتفاقات مستقبلية بين القوى اليمنية وبما يبرر وجودها طويل المدى .

إلى جانب واشطن فإن لندن هي الاخرى حاضرة  بقوة ، لكن الاخيرة التي سبق وان انزلت قوات بمعية البيت الابيض في سواحل لحج وحضرموت وشبوة، تفضل الان التحرك بغطاء السلام الذي تحمل ملفه في مجلس الأمن نظرا لأسباب عدة بعضها متعلقة  بالمخاوف من ردة فعل المجتمع اليمني تجاه اي وجود عسكري بريطانيا نظرا لتاريخه الاسود  خلال فترة الاحتلال ..

ولكن وكما يبدو أن التنين النائم (الصين) أستيقظ وبات يدفع بقوة نحو وجود له  في هذه المنطقة وعينها على الموانئ ايضا لأهداف تتعلق بطريق الحرير الجديد الذي تفيد تقارير غربية بانه أحد اسباب الحرب على اليمن نظرا لتمتع هذا البلد المطل على مضيق بحري مهم حول العالم بسواحل ممتدة من الحدود السعودية على البحر الاحمر  في الغرب حتى الحدود العمانية  المطلة على بحر العرب في الشرق مرورا بخليج عدن والمحيط الهندي وتترامى جزره على طول هذا الساحل الذي يمتد لنحو 2500 كيلومتر مربع.

وبعيداً عن الاطماع الدولية والاقليمية ، التي تنفذها أجندتها في المنطقة ( السعودية الاماراتية ) او حتى اسرائيل والتي برزت  في مناطق متفرقة، تشير التحركات الدولية إلى أن اليمن بموقعه الاستراتيجي- وفق معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية- بات مطمع الكثير من الدول الكبرى ومحل أنظارها، بل ويحرك  هواجسها  القديمة والمتجددة  وهو ما يحتم علينا إحياء ذكرى ثورة اكتوبر وخصوصاً هذا العام، و بقوة حتى يعلم  العالم  بأن اليمن بشعبه الصابر على مكائد العدو ومؤامراته والصامد  في وجها ..سينتصر في النهاية ولن يكون إلا ما اراد الشعب اليمني .

 

 

 

مقالات ذات صلة