السودان يهرول في التطبيع .. وخيارات شعبية تواصل اتستنكر ها ورافضها للتطبيع

المنهاج نت – هل ما يحصل إمعان في الارتماء في الحضن الإسرائيلي طمعاً بمكاسب لم يحصل منها سوى الفتات؟ وماذا يعني الاجتماع العسكري السوداني مع الوفد الإسرائيلي؟ وأين المعارضة المدنيّة التي يفترض أنها قادت ثورة من كل ما يجري؟

تساءل رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان عما الذي استفاده السودان ويستفيده من الخصومة مع “إسرائيل”؟.

البرهان استخدم في مقابلته مع صحيفة “الشروق” المصريّة، تعبير “الخصومة” وليس “العداء” حتى، كاشفاً أن “مجلسي السيادة والوزراء شركاء فى خطوة التطبيع”.

وقال البرهان للشروق: “مجلسا السيادة والوزراء شركاء الآن في خطوة إنهاء العداء مع إسرائيل، ومتى ما قام المجلس التشريعي فهو الجهة المخوّلة بالتصديق على الاتفاقيات الدوليّة، إلا أننا تشاورنا مع طيف واسع من القوى السياسيّة والمجتمعيّة ووجدنا عدم ممانعة فى إنهاء حالة العداء مع إسرائيل وعمل مصالحة معها”. 

على عجل، يقفز حكام السودان إلى هاوية التطبيع الكامل مع تل أبيب، ويحاولون الإيحاء أن التطبيع أصبح حقيقة واقعة وأمراً طبيعياً، وهو ما يحرص على إظهاره رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، الذي سبق وأكد في نيسان/ أبريل الماضي على أنّ “لا عداء بين السودان وأيّ طائفة أو دين أو جهة”. 

موقف البرهان أتى في ظل صمت حكومي سوداني مريب، ما يطرح العديد من التساؤلات حول من يقود البلاد فعلاً؟ وهل تصمت الحكومة خجلاً أم عجزاً؟

تزامن ذلك مع كشف المتحدث باسم مجلس السيادة الانتقالي محمد الفكي سليمان، أن زيارة الوفد الإسرائيلي للسودان الأسبوع الماضي “كانت ذات طبيعة عسكريّة بحتة وليست زيارة سياسيّة”، متحدثاً عن “لقاء الوفد الإسرائيلي بشخصيات عسكريّة، حيث ناقشوا قضايا محددة لا يمكن الحديث عنها في الوقت الحالي”. 

كما بدأ الوفد الإسرائيلي زيارته، بحسب سليمان، بجولة على منظومة الصناعات الدفاعيّة التابعة للقوات المسلحة السودانيّة. 

وقال سليمان في مقابلة صحفية: “ما زلت أردد الحديث ذاته: إذا كانت هنالك مصلحة في التطبيع مع”إسرائيل”، سنمضي فيه إلى النهاية. بالتالي، لا استعجال في هذا الملف، لأن المحدد الأساسي فيه هي علاقتنا ومصلحتنا، وأنا كنت وما زالت قريباً من ملف التطبيع، والنقاش فيه مُستمر”.

زيارة الوفد الإسرائيلي للخرطوم، تُعد الأولى لوفد رسمي للبلاد، منذ إعلان موافقة  السودان على تطبيع علاقاته مع “إسرائيل” في 23 تشرين الأوّل/أكتوبر 2020. 

وفي الوقت الذي نفت فيه حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك علمها بزيارة الوفد الإسرائيلي ومهمته والجهة التي سيلتقيها، أشارت الأصابع إلى المكوّن العسكري بالوقوف مع الزيارة وترتيبها، من دون علم المكوّن المدني.

وكان وفد إسرائيلي وصل منذ أسبوع إلى السودان لإجراء مباحثات تمهيدية لتوقيع الاتفاقات بين الخرطوم وتل أبيب.

وسائل إعلام إسرائيلية أكدت حيتها أن الوفد الإسرائيلي المصغّر برئاسة رئيس شعبة الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي؛ “توجه إلى الخرطوم على متن طائرة إداريّة تركيّة من مطار بن غوريون مباشرة إلى الخرطوم، على أن يصل وفد إسرائيلي موسع إلى الخرطوم لاحقاً”. 

هل ما يحصل إمعان في الارتماء في الحضن الإسرائيلي طمعاً بمكاسب لم يحصل منها سوى الفتات؟ وماذا يعني الاجتماع العسكري مع الوفد الإسرائيلي؟ وأين المعارضة المدنيّة التي يفترض أنها قادت ثورة من كل ما يجري؟، أسئلة كثيرة يطرحها حول الحراك السوداني نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بعد التطبيع الإماراتي والبحريني.

وتبقى المراهنة على الشعب السوداني والشعوب العربيّة في رفض التطبيع، حيث قدم الشعب المصري نموذجاَ من خلال الاعتراض على صورة جمعت الفنان محمد رمضان مع فنان إسرائيلي، حتى وصل الأمر إلى حد منعه من التمثيل في مصر وإلغاء شركة الانتاج مسلسله لرمضان المقبل. 

في زمن هرولة الأنظمة نحو التطبيع مع “إسرائيل”، أتت قضية الفنان محمد رمضان لتؤكد رفض شريحة كبيرة من المثقفين، والنخب والشعوب لمسار التطبيع وتمسكهم بالقضية الفلسطينيّة.

خيارات الشعب الفلسطيني الآن فيما يتعلق بالتطبيع السوداني مع الاحتلال، هي مخاطبة ود الشارع السوداني، والضغط على الشارع الشعبي لرفض مثل هذه الاتفاقيات، لان استمرار رفضها سيعرقل طريقها نحو التنفيذ.

وكانت حملة سياسيّة وشعبيّة انطلقت في السودان بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، لمناهضة تطبيع سلطات البلاد مع “إسرائيل”، والمشاركون وصفوها بـ”الصفقة المذلة” التي لا تعبّر عن آمال الشعب السوداني.

وبالإضافة إلى التظاهرات الرافضة للتطبيع، يغرد السودانيون تحت وسمي #سودانيون_ضد_التعبير و #التطبيع_خيانة على موقع “تويتر” معبرين عن رفضهم الكامل للعلاقات مع الاحتلال، البعيدة عن موقفهم ومبادئهم ووقوفهم إلى جانب القضيّة الفلسطينيّة.

 

مقالات ذات صلة