الامارات تلوح بالانسحاب من اليمن.. فهل ما تقوم به إبتزاز للسعودية أم أن هناك خيارات اخرى ؟

 

 

المنهاج نت – لوحت دولة  الامارات، أحد أهم دول تحالف الحرب السعودي على اليمن، المدعوم أمريكياً، بأن دورها أنتهى في اليمن وجاء  هذا التلويح على شكل مفاجأة للأطراف الإقليمية والمحلية، الذي جاء بإعلانها الجديد عن انتهاء دورها في اليمن،  وهنا يبرز سؤلاٌ مهم ..هل تخلت الامارات  فعليا عن حصتها من المكاسب التي كانت تطمح الى الحصول اليها؟ أم أنها مجرد  ابتزاز لرعاية هذه الحرب  “السعودية”  وما تداعيات ذلك على الوضع في اليمن مستقبلا؟

وشكل هذا الاعلان الذي ورد على لسان  وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، صدمة مفاجئة، حيث تحدث فيها صراحة عن إنتهاء دور بلاده الفعلي في اليمن، مبرر ذلك  في أنه جزء من رؤية إماراتية تتضمن تحصين وتنمية البلاد.

وهذه التصريحات ليست بالجديدة  نظرا لإعلان أبوظبي في وقت سابق سحب قواتها من اليمن، إلا  أن  توقيت هذا الاعلان هو ما يحمل أبعاد عدة وقد تكون مدخل لمغامرة جديدة  تقودها أبو ظبي عبر اتباعها على غرار المغامرة التي أعقبت إعلان سحب قواتها من عدن في أغسطس من العام الماضي وانتهت بسيطرة المجلس الانتقالي على المدينة ومحيطها قاطعا بذلك الطريق على شريكتها الرياض التي كانت ترسل قواتها تباعا للسيطرة على المدينة.

تصريحات قرقاش التي برزت بلاده مستاءة من التطبيع السعودي- القطري الأخير بعد مقاطعة محمد بن زايد لقمة العلا، حملت في مضمونها رسالة تهديد غير مباشرة للسعودية التي تقود الحرب في اليمن منذ مارس من العام 2015 وتواجه صعوبات أكثر يوميا مع توقف الدعم الاماراتي لها وتركيز ابوظبي اهتمامها بالمناطق الخاضعة لسيطرة أتباعها جنوب وشرق وغرب اليمن، لكن التهديد الاماراتي لا يقتصر على إنهاء الدعم للسعودية في حربها على اليمن نظرا لاستمرار أبوظبي بتشديد قبضتها على مناطق الساحل الغربي لليمن وعدن وسقطرى ، لكنه يوحي بان ابوظبي تخطط لتوسيع المواجهة مع الرياض  إلى محيطها الإقليمي وتحديد في مناطق النفط شرق اليمن نظرا للتحركات التي بدأتها ابوظبي عبر الفصائل الموالية لها في حضرموت المحاذية للسعودية وكذا شبوة والمهرة، وجميعها قد تهدف لإغراق الرياض بمستنقع المواجهة مع اتباعها هذه المرة  لاسيما وأن تحركات ابوظبي تمر تحت غطاء “اتفاق الرياض” وتحديدا المرحلة الثانية  التي تستهدف اجتثاث فصائل الإصلاح من الهلال النفطي.

 

قد تحمل تصريحات قرقاش رسائل طمأنة للدوحة  التي تدعم العديد من عدم رغبة ابوظبي في الدخول مع مصادمة معها،  وقد تفسر على أنها محاولة لإخفاء النشاط العلني لابوظبي في الصراع مع إبقاء التحرك من تحت الطاولة والنأي بنفسها من صراع دولي مرتقب في المنطقة التي تحشد فيها إسرائيل وامريكا  والسعودية تحت مسمى مواجهة ايران، لكنه بكل تأكيد لا يعني  نهاية “الاحتلال الاماراتي” وتحديدا لجزيرة سقطرى التي استحدثت فيها الامارات موقع جديد توا في شوعب  وتحضيراتها  في الساحل الغربي لتوسيع امبرطورية  اتباعها بقيادة طارق صالح وقبل ذلك تركيزها المستمر على الهلال النفطي من شبوة إلى وادي حضرموت وصولا إلى مأرب.

مقالات ذات صلة