تل أبيب: منتدى (دافوس) تحوّل لساحة مواجهةٍ بين نتنياهو والملك عبد الله وكشف عُمق الأزمة الدبلوماسيّة بين البلديْن… الاجتماع الأخير بين الزعيميْن عُقِد عام 2018.. العاهل الأردني: “لا أمان للإسرائيليين بدون تطعيم الفلسطينيين”

المنهاج نت 

نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وُصِفَت بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، أكّدت صحيفة “معاريف” العبرية، أنّ المنتدى الاقتصاديّ العالميّ في دافوس تحوّل لساحة مواجهة بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو.

وفي التفاصيل جاء أنّ المنتدى الاقتصاديّ العالميّ، الذي أنهى أمس انعقاده الافتراضيّ هذه المرة، تحوّل إلى ساحة مواجهةٍ من بعيد بين ملك الأردن ونتنياهو، فيما يتعلّق بقضايا الحرب واللقاح ضد كورونا، موضحةً في ذات الوقت أنّ نتنياهو في كلمته أثنى على الوضع في مجال التطعيم، وعندما سُئل ماذا يُمكِن للعالم أنْ يتعلم من إسرائيل في هذا المجال أجاب: “التعليم والسوق الحرة”.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت المصادر عينها إلى أنّ نتنياهو أوضح بأنّ “قسمًا كبيرًا من التجديدات في إسرائيل تأتي من الجيش، بسبب استثمار كبير لمقدرات في موضوع المعلومات”، مؤكّدًا أنّ “إسرائيل صغيرة مع خدمة استخبارات عظيمة، نحن نوجه العقول الأكثر ألمعية عندنا إلى هذا المجال”.

 وكال رئيس وزراء الاحتلال المديح لما وصفه بالتطبيع “الحار” مع دولٍ خليجيّةٍ والمغرب، وقال: “هذا نوع جديد من السلام، يغير العلاقات بين العرب وإسرائيل”.

 ولفتت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، إلى أنّ “الشريك القديم للسلام مع إسرائيل، عبد الله ملك الأردن، لم يمتنع عن لذع نتنياهو في كلمته في المنتدى”. وقال العاهل الأردنيّ: “رأيت أنّ إسرائيل خاضت معركةً ناجحةً جدًا من التطعيمات، ولكن ليس للفلسطينيين”، مضيفًا: “إذا نظرنا إلى القرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فلا يمكن تطعيم جزء واحد من المجتمع وعدم تطعيم جزء آخر والتفكير بأنكم محصنون، الدرس الأول، الوباء لا يميز الحدود، أوْ بين الفقراء والأغنياء”.

 وشدد العاهل الأردنيّ على أن “حماية السكان اللاجئين من الوباء هو واجب عالميّ، مشدّدًا على أنّه لا يمكن للإسرائيليين أنْ يكونوا بأمان من الفيروس دون تلقيح الفلسطينيين، على حدّ قوله.

 ومن الجدير بالذكر أنّ العلاقات بين الأردن وإسرائيل تمُرّ في شبه أزمةٍ دبلوماسيّةٍ، وأنّ هناك قطيعة بين العاهل الأردنيّ ورئيس الوزراء الإسرائيليّ، إذْ أنّهما لم يعقِدًا أيّ لقاءٍ بينهما في الفترة الأخيرة. وكان نتنياهو والملك عبد الله قد عقدا الاجتماع الأخير بينهما قبل ثلاثة أعوام، أيْ في العام 2018، والذي جاء بعد قطيعةٍ بين الزعيميْن بدأت في العام 2014.

 وخلال الاجتماع، الذي كانت وسائل الإعلام العبريّة قد كشفت النقاب عنه، أكّد الملك عبد الله الثاني، على ضرورة تحقيق تقدم في جهود حلّ الصراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ استنادًا إلى خيار حلّ الدولتين الداعي لقيام الدولة الفلسطينيّة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدّد أيضًا على أنّ مكانة القدس كبيرة عند المسلمين والمسيحيين كما هي بالنسبة لليهود، وهي مفتاح السلام في المنطقة، مشيرًا إلى أنّ مسألة القدس يجب تسويتها ضمن قضايا الوضع النهائيّ على أساس حلّ الدولتين، كون القدس مفتاح تحقيق السلام في المنطقة.

كما أكّد أنّ الأردن، مستمر في القيام بدوره التاريخيّ في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها. وتمّ خلال اللقاء، بحث عدد من القضايا من ضمنها مشروع ناقل البحرين (البحر الأحمر – البحر الميت)، والذي ستنعكس آثاره الايجابية على الأردن والضفة الغربية وإسرائيل، وفقًا للمصادر في تل أبيب.

يُشار إلى أنّ إسرائيل أقدمت نهاية الأسبوع المنصرِم على إغلاق حدودها البريّة مع جميع الدول، بما فيها الأردن ومصر، الأمر الذي سيؤدّي بحسب الخبراء في تل أبيب إلى “تبريد” السلام مع الأردن، والذي يُعاني من أزمةٍ كبيرةٍ تبدأ في القيادة وتنتهي بالشعب الأردنيّ، الذي لطالما عبّر عن رفضه لاتفاقيّة السلام بين المملكة الهاشميّة الدولة العبريّة، والتي تمّ التوقيع عليها في العام 1994 وما زالت سارية المفعول، رغم المعارضة الشعبيّة الواسعة لها في الأردن.

 

 

المصدر – رأي اليوم “الناصرة”

مقالات ذات صلة