الانتقالي ربح بأخذ عدن ويتأهب لإنتزاع ابين ولحج من أيادي خصومه

 

 

بعد يوم مليء بالأحداث في عدن، التي تعد مقراً لـ حكومة، جنوب اليمن، افصح الانتقالي المدعوم إماراتيا عن خططه القادمة والتي يهدف لاستعادة ما يعتبرها بدولته في  “الجنوب”  في مؤشر على أن المجلس  الذي ما ينفك يعرض تفاوض مع صنعاء في طريقه لسحب بساط هادي وبواسطته حكومته، فمالذي حققه الانتقالي في جولته الأولى وماهي أهدافه المستقبلية لاستكمال تطويق خصومه جنوبا وشرقا؟

لم يكن اقتحام الانتقالي لمقر إقامة حكومة هادي في عدن، مفاجئا وقد حشد له المجلس الذي تتولى قواته حماية حكومة هادي، التي يحوز على 5 حقائب وزارية فيها عبر المنظمات التابعة له وحديثة التأسيس سواء بالهيئة العليا للأمن والجيش  الجنوبي او نقابات عمال الجنوب منذ يومين،  كما أن  سيناريو  طرد الحكومة لم يكن واردا  بعد في قاموس المجلس  الذي حاول من خلال الاقتحام إيصال عدة رسائل للحكومة وخصومه في الشرعية وحتى السعودية.

حتى اللحظة حصل الانتقالي بعض المكاسب من “ثورة غضب ” عدن، بعد أن كاد يفقد زخمه جنوبا بفعل حالة القمع التي تعرض لها أنصاره في معقل الإصلاح قبل يومين وتحديدا في مدينة سيئون بوادي حضرموت،  فمن الناحية  السياسية يشير توقيت اقتحام مقر حكومة هادي قبيل جلسة لمجلس الأمن الدولي  إلى أن الانتقالي الذي عرض رئيسه للمرة الثانية إمكانية التفاوض مع من يصفهم بـ”الحوثيين” شمال اليمن  يحاول استعراض قواته  دوليا على امر دفع المسار الدبلوماسي للحل في اليمن صوب تمثيل شامل للجنوب في اية مفاوضات مقبلة وتلك خطة يرفضها خصومه ويدفعون لإقصائه ، وفق اعتراف مدير مكتب غريفيث في وقت سابق، نظرا لانخراط الانتقالي في شرعية هادي.

اما على الجانب الاقتصادي، فقد نجح الانتقالي اخذ إيرادات ميناء عدن التي تصل إلى اكثر من 123 مليار ريال سنويا وفق تقرير لمصلحة الجمارك، عبر عقد لقاء يجمع إدارة الميناء التابعة لهادي بوزير نقل هادي التابع للانتقالي ورئيس هيئة النقل بغية إبقاء هذه الموارد التي ظلت مؤخرا محل صراع بين معين عبدالملك وسلطة الانتقالي في عدن بقيادة احمد لملس وكانت سببا في تفجير الانتقالي تظاهرات في المحافظة.

 

وفق حسابات  الخبراء، لن تكون عملية اقتحام المعاشيق الأولى بالنسبة للانتقالي الذي يستخدم التظاهرات كورقة ابتزاز لحكومة هو يشكل ضلعها وهي أصلا تحت رحمة فصائله، كما أن ترحيل الحكومة من المدينة في هذا التوقيت غير مفيد  بالنسبة للمجلس الذي يحكم سيطرته على الموارد جنوبا ويقيد تحركات الوزراء ، فهو فوق كل شيء يستخدم الحكومة يافطة لمواجهة الغضب الشعبي المتصاعد في ظل  انهيار الخدمات وتدهور العملة وارتفاع فاتورة الغذاء ، كما ان بقائها في عدن يحقق للمجلس العديد من المكاسب  اقلها دفعها لإصدار قرارات  لصالحه وتخدم اجندته شرقا في ظل عجزه  عن التوغل هناك شعبيا في ظل حملة المقاطعة ذات الابعاد المناطقية وعسكريا بفعل القيود السعودية التي ترسم حدوده في عدن وبعض قرى لحج وابين، لكن رغم ذلك يؤكد المجلس سعيه نحو اسقاط بقية سلطات خصومه في خاصرته، حيث يشير رئيس الجمعية الوطنية للانتقالي احمد بن بريك  إلى ان المجلس في طريقه للتصعيد كاشفا عن نيته  نقل ما وصفه بثورته إلى لحج وابين المجاورتان لعدن والخاضعتان لسلطات هادي، وتلك المحافظتين تشهدان منذ أيام تظاهرات تمكن الانتقالي من طرد المحافظ في ابين قبل ان يتمكن الأخير من العودة، لكن تركيز الانتقالي كما يبدو على الهلال النفطي وتحديد وادي حضرموت الذي شهد تظاهرات قبل يومين عدت بمثابة  بروفا لعملية أوسع تهدف لإسقاط سلطة هادي او تحديد الإصلاح الذي يبسط بكل قوة على اهم المناطق المنتجة للنفط والغاز ..

 حاليا ربما تكون الفرص متاحة أكثر امام الانتقالي لفرض واقع جديد في ظل المهاترات القائمة بين خصومة وانشغالهم في معارك مأرب، لكن قد لا يزال المجلس المدعوم اماراتيا يعاني  في إدارة الازمة الراهنة  والتي  يسعى من خلالها الى تحقق الكثير من المكاسب ليس على صعيد استعادة الجنوب  بل في سياق الاعتراف به كقوة كبيرة مسيطرة على اهم المناطق شرق وجنوب الجمهورية  اليمن.

مقالات ذات صلة