امريكا والسعوديه .. محاولاتهما في انقاذ الوضع، كالذي يركب عربة مهترئة، يجرها حصان عجوز

تقرير  المنهاج نت –

على واقع النكسات والنكبات والهزائم العسكرية المستمرة على الأرض التي يتلاقها التحالف وأعوانه، والفشل السياسي في الأروقة الدبلوماسية، واشنطن والرياض تشدان الرحال بتجاه مجلس الأمن في محاولة لانتزاع ورقة جديدة علها تغير من خارطة حظهما البائس والتعيس في هذا البلد الذي تعرض على مدى 7 سنوات من الحرب والحصار للاستنزاف، لكن ما لا يدركانه الان أن جميع المتغيرات تصب في غير صالحهما بما في ذلك “حصان طروادة” الذي يراهنان عليه كورقة أخيرة مع أنها لم تفيد في لملمة جروحها.

من ينظر الى الأرض والى الخارطة التي تمتد عليها المعارك سيرى أن الوضع في الميدان، يشير إلى أن قوات صنعاء ماضية في خطط ما تصفها بـ”التحرير” وهي الآن على مقربة من مدينة مأرب، آخر معاقل القوات التابعة للتحالف في الشمال، وبهذه الورقة الرابحة ستتغير كافة المجريات حربا أو سلما،  وفي ذات الوقت مستمرة في إيقاظ المملكة ذلك بضربات المسير والبالستي التي باتت مصدر رعب يرعب السعودية ويقض مضجعها، علها  من تفيق من وهم في إمكانية “احتلال اليمن في أسبوع” أو حتى إبقاء نفوذها وسيطرتها ولو لدقيقة.

 

تغير ميزان القوة اليمن لهو امر غير متوقع في أذهان من كان يحلم أن يسيطر على اليمن، وهذا التغير فاجئهم؛ بل أصبح المعادلة الأصعب التي يمكن تجاوزها وهي نتاج 7 سنوات من التطوير والتقدم في مختلف المجالات رغم الحرب والحصار الذي تجرعه شعب اليمن، ومقارنة بما تملكه الرياض من عتاد وتحالف ونفقات التشغيل التي تقدر بمليارات الدولارات شهريا “لا شيء” ولكنها رغم ذلك حققت الهدف المطلوب مع وجود الهمة وقبل كل شي القضية بوحدة اليمن وسيادة أراضيها واستقلاله.

 

عموما في الجانب العسكري، يبدو الأمر محسوم سلفا لقوات صنعاء، وهذا ما دفع اطراف الحرب الإقليمية والدولية للأبحار في مستنقع السياسة عساها تحدث تغير ما على الأقل يساهم في حفظ ماء وجه التحالف، ولكن كما يظهر في المشهد القادم من خلف الكواليس بأن كل الطرق مقطوعة والابواب مغلقة في وجه أي قوة تحاول الاختراق والسيطرة على اليمن، أيضاً فإن معاول الهدم قد فُلت وتكسرت على صخرة الثبات الذي ابدته صنعاء وقواتها وفشلت كافة محاولات  التي تهدف الى  تحقيق اجندة سواء بالضغط الدبلوماسي وتحشيد الأصدقاء أو بالعروض السخية  ماليا وسياسيا لكل من يقف معهم ولو بالرأي.

 

هذا الالتفاف وهذا البأس والصمود والتطور والتقدم الغير متوقع لصنعاء عسكريا وسياسيا، كان سبباً دفع بالتحالف الذي تقوده واشنطن هذه المرة للبحث عن أوراق جديدة ربما تضعف الصف الداخلي وتحدث اختراق مفاجئ للجبهة الصامدة على كافة الأصعدة، ولهذا الهدف بدأت الولايات المتحدة والسعودية التفتيش في إرث الرئيس الأسبق علي صالح، علها تجد من بقاياه ما يسد فجوتها التي تعاني منها في اليمن.

 

ومع قرع أمريكا، ابواب مجلس الأمن لرفع العقوبات عن نجله  في محاولة لتسويقه كبديل لـ”شرعية هادي” التي بات تحتضر بعد أن عزلت تماماً من المفاوضات الجارية في مسقط والجهود المبذولة من أبوظبي  من اجل تعيين نجل شقيقه وزيرا للدفاع في حكومة هادي، تكتمل  الصورة  تلك التي بدأت مهزوزة الملامح مع وصول وزير الخارجية السعودي في وقت سابق هذا الأسبوع إلى العاصمة الإماراتية وتسليمه رسالة لولي عهد الأمارات وصاحب النعمة على نجل صالح المقيم في ابوظبي بالتوافق مع إعادة القادة العسكريين للعمالقة بما فيهم أولئك الذين نكلت بهم ابوظبي بسبب ولائه للسعودية كعلي الحسني ورائد الجهمي واخرين رفضوا الانصياع لطارق صالح، في وقت سابق

 

جميع المؤشرات تؤكد بان الولايات المتحدة التي فشل مبعوثها للمرة الخامسة في احراز أي اختراق لليمن،  تسعى لتحريك ورقة نجل صالح خلال الفترة المقبلة ذاك الذي تربطه علاقات وثيقة بالاستخبارات الامريكية وتتلمذ على  يدها كغيرها من صناع القرار حاليا في الخليج، وهي بذلك تستند إلى تركة والده التي تعتقد انها ما زالت تدين بالولاء له وتتركز في مناطق الشمال اليمني ، كما تعتقد أن خروج نجل صالح قد يقود هذه التركة إلى حضيرتها مجددا، اضف إلى ذلك فصائله التي أسست مؤخرا في الساحل الغربي لليمن وتشترط  رفع العقوبات عنه وتمكينه في “الشرعية”  مقابل التحرك للضغط باتجاه مدينة الحديدة وكذا تسليمها معقل الإصلاح في مأرب.

 

وبعيداً عن الدور الاماراتي الذي يسعى لتعزيز وجوده المضطرب بعد ان بدأ الصراع بين اتباعه وابتاع قطر و السعودية، فقد تكسبه تحريك  ورقة  تركة صالح بالتوسع في الهلال النفطي لليمن على حساب “الاخوان” الذي يتعرضون  لحملة استئصال غير مسبوق من قبل من اوهموهم بأنهم البديل الأنسب لحكم اليمن، وصل حد استجداء محافظ مأرب المقاتلين بعد أن ظل يقدم كشوفات بقرابة 400 الف مقاتل في مأرب وحدها، واكد خلال مقابلة صحفية خسارتهم قرابة 80 الف بين قتيل وجريح، فإن الولايات المتحدة تجهل حقيقتين في اليمن، الأولى بأن نجل صالح لم يعد يمتلك  أن  نجل   ورقة الـ100 الف جندي الذين وعد بإنزالهم للسيطرة على صنعاء في بداية الحرب على اليمن كما زعم، والثانية  أن شعبية والده التي كانت مبينة على وهم المنفعة باتت متشظية ومتفرقة حالياً سواءً على مستوى القيادات التي لم تعد تعرف طريقها بعد أن فقدت البوصلة او على مستوى المشائخ الذين رأوا بأن صالح خانهم حينما عاد الى حضن دول التحالف دون أدنى حساب لما قدموه من تضحيات في الدفاع عن الوطن أو حتى على مستوى العامة التي رأت بأن صالح لم يكن سوى ديكور بعد ما تم فضح ما كان يقدم من تعاون لمن لا يريد الخير للوطن وخاصة بعد أن تم عرض التقارير التي تحكي تآمره لقتل الشهيد إبراهيم الحمدي وكيف مرر من خلاله اجندات لا تخدم الوطن بل تخدمه هو ومن يديره في الخفاء، لهذا  أصبحت لا تراهن عليه كثيرا  ناهيك بان الموالين له قد  غادروا صنعاء بعد احداث ديسمبر  وهو ما يجعل المتكئ على هذا الخيار هو كمن يركب عربةٍ مهترئة يجرها حصان عجوز.

مقالات ذات صلة