امضي حماس وأشعليها نار وتحرير

مصطفى الصواف 

 

ماذا فعلت يا حماس منذ انطلاقتك قبل ثلاثة وثلاثين عاما ودخلتي في العام الرابع بعد الثلاثين، أي سحر هذا الذي فعلتيه على الأرض، قلبتي الأوراق كلها بعد أن ظن البعض أن الصحف طويت وأن القضية على وشك التصفية والخلاص منها، ما هذا يا حماس كيف غيرتي وبدلتي وأحييتي القضية من جديد، ووضعتيها على طاولة البحث، كيف فعلتي ذلك، كيف قلبتي الموازين منذ انطلاقتك في انتفاضة الحجارة، الانتفاضة الأولى الذي ظن البعض أنها مجرد زوبعة في فنجان وأيام وسننتهي، وإذا بها تشتعل ويزداد عنفوانها وباتت تشغل العالم.

صحيح أن القضية لازالت دون حل حذري وحقيقي، وأن المؤامرات بالشعب القضية لم تنفك بعد، ولكن ورغم العقبات والمعيقات التي وضعت في وجه حماس والمقاومة الفلسطينية إلا أن حماس تتخطاها وتعمل على تجاوزها، وهي تدرك أن الأعداء تحيط بها وتعمل على تعطيلها حتى لا تتمكن من الوصول إلى تحقيق هدفها في التحرير لكل فلسطين من بحرها إلى نهرها. كان أوسلو الذي حاولوا به أن يقضوا على الحلم الفلسطيني بالتحرير والعودة، وأرادوا أن يقنعوا الشعب بالرضا بالفتات والتنازل والبيع والاعتراف، وفي نفس الوقت القضاء على الانتفاضة الأولى والتي به تحولت البندقية في يد البعض إلى غصن زيتون، أو عرق ريحان يلقى على جنود الاحتلال بدلا من الرصاص، وسلموا بنادقهم ولكنهم اليوم يجنون العار،  وظنوا أن بأوسلو يمكن أن يخدعوا الناس ويعملوا على القضاء على ظهور التيار الإسلامي، والذي بات يقلق الاحتلال وصناع أوسلو، ولكن الشعب الفلسطيني المؤمن بالحق وبالتحرير لكامل التراب قال لهم بشكل عملي هيهات هيهات وانحاز للمقاومة وانحاز لحماس، وكان ذلك عمليا في انتخابات 2006 ، والتفات الجماهير إلى حماس والمقاومة ، بعد ذلك بالصبر عليها ومعها ملازما الحق والقوة والمقاومة رغم الحصار والضيق، إلا ان كان ذلك واضحا في المعركة الاخيرة مع العدو معركة سيف القدس.

 شعب فلسطين لن يشغله قلة الطعام وتشغله المقاومة والتحرير وسيمضي بها حتى تحقيق الهدف ومن يتخلى عن المقاومة والتحرير سيتخلى عنه شعب فلسطين. امضي حماس واشعليها مقاومة حتى التحرير.

مقالات ذات صلة