نقلاً عن “شهاب ” عضو المكتب السياسي لحركة حماس: حماس لديها أولوياتها للتوسع إقليمياً ودولياً

متابعات المنهاج نت – نشرت وكالة الانباء الفلسطينية شهاب حواراً خاص لعضو المكتب السياسي حوار لحركة “حماس” الدكتور ماهر صلاح ، ونقلاً عن الوكالة

 اليكم نص الحوار

 قال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” د. ماهر صلاح، إن الجميع أصبح يدرك أنه لا يمكن السير قدماً في أي مشروع متعلق بالقضية الفلسطينية دون التعامل مع حماس، باعتبارها صاحبة الكلمة الفصل.

وأكد د. صلاح ازدياد الثقة بحركة المقاومة الإسلامية “حماس” وبمشروعها عند الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة كافة، مما زاد في شعبيتها بشكل واضح داخل فلسطين وخارجها. جاء ذلك في حوار خاص مع وكالة “شهاب” للأنباء”، بمناسبة مرور ذكرى انطلاقة حركة حماس الـ34 رافعة شعار “درع القدس وطريق التحرير”.

وبحسب د. صلاح، فإنه على الصعيد السياسي، هناك تواطؤ في التشديد والتضييق على حماس، ومكونات دعمها، مستدركا: “لكنها مرحلة ستتجاوزها الحركة، برصيد شعبيتها وخبرتها في العلاقات السياسية”.

وبهذا الصدد، شدد عضو المكتب السياسي لحركة حماس على أن “ما لم يأخذوه في الحرب، لن يأخذوه بالسياسة”.

وأشار إلى أن حماس لديها برنامجها وخطتها للتوسع المدروس في علاقاتها الشعبية، وعلاقاتها الرسمية على مستوى المنطقة، وعلى المستوى الدولي، ولديها قراءتها العميقة والواضحة لموازين القوى إقليمياً ودولياً، والمسارات المتوقعة لتغيراتها وتقلباتها، ومآلات الصراعات والمنافسات على الحلبة الدولية، لافتا إلى أنها فتحت آفاقاً جديدة في هذا المجال.

 

أولويات حماس

 

وفي سياق متصل، ذكر د. صلاح أن حركة حماس اليوم هي قائدة الجهاد والمقاومة في فلسطين وخارجها، ومحل ثقة الشعب الفلسطيني أينما كان، والمدافعة عن حقوقه وأمنه، والأمينة على ثوابت قضيته وحماية مقدساته، مبينا أنها تمثل اليوم أمل أمتها ورائدة طليعتها.

 ونوه إلى أن قيادة الحركة حددت أولويات عامها الجديد، بعد أن أتمت انتخاباتها الدورية، بالاستمرار في تطوير وتعزيز مسيرة الجهاد والمقاومة حتى التحرير والعودة، وتوحيد قوى الشعب الفلسطيني على مشروع وطني قادر على مواجهة المشروع الصهيوني، وتطوير قدراتها وامكاناتها العسكرية لطرد الاحتلال، وإرغامه على الإفراج عن أسرانا في صفقة تبادل مشرفة.

وأفاد بأن الحركة تسعى لأن تكون قضيتنا هي التي تجتمع عليها أمتنا، وتتوحد لها جهودها، وتتجاوز مشاكلها العميقة، وتتوجه لحماية القدس والأقصى، وتتصدى لمخططات التقسيم والهدم.

 وأضاف: “من أولوية عملنا أيضاً، أن نعيد لشعبنا الفلسطيني في الخارج دوره وحقه في المشاركة في القرار الفلسطيني والمشروع الوطني، وأن نفعّل دور شعبنا الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 48، خاصة بعد معركة “سيف القدس”، ونولي أهمية بمواجهة المشروع الصهيوني على الصعد والمستويات الإقليمية والدولية كافة، بمشاركة أحرار العالم، والوقوف في وجه موجة التطبيع في المنطقة”.

سيف القدس

وتطرق د. صلاح إلى تواصل حراك شعبنا الفلسطيني وحركة “حماس” في الخارج بشتى أشكال الدعم والتضامن على مدى العقود السابقة، مشيرًا إلى أنه كان مميزا في محطات كثيرة، لعل أبرزها معركة “سيف القدس”.

 وألمح صلاح إلى أن معركة “سيف القدس” مثلت محطة فارقة في تاريخ نضال شعبنا الفلسطيني، بما قدمته من قدرة المقاومة على الوقوف في وجه الاحتلال، وإيقاف اعتداءاته على أهلنا في القدس بالهدم والتهجير والاستيطان، واقتحامات مستوطنيه للمسجد الأقصى، وتغيير هوية المدينة المقدسة.

 

 وأكد أنه كان لهذه المعركة تداعيات كبرى داخل فلسطين وخارجها، موضحا أنها ربطت بين المقاومة والدفاع عن الشعب والمقدسات، ومفاجأة العدو، ولم تعد في موقع الدفاع فقط، وأشعلت المقاومة في الضفة الغربية، وأسقطت صورة السلطة المنسقة أمنياً مع الاحتلال، التي تسلط أجهزتها الأمنية وسلاحها على شعبها، وتطارد المقاومين بدلاً من مواجهة العدو المحتل. وتابع إن هذه المعركة أظهرت بجلاء وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، والتحامه في مواجهة شاملة للاحتلال ولمشروعه ولأعوانه في الخارج، على المستويين الإقليمي والدولي، “فتفوقت الرواية والسردية الفلسطينية على الرواية والسردية الصهيونية لأول مرة عند شعوب العالم”. وأردف د. صلاح قائلا : “على الجانب الآخر، دق ناقوس الخطر عند قيادة الاحتلال ورعاته في الغرب والشرق، ما أدى لتسريع جهودهم في التطبيع الخياني المذلّ، وتعجيل تصنيفات الحركة ورجالاتها على قوائم الإرهاب، وتعطيل إعمار قطاع غزة المحاصر، والتغاضي عن مشاريع الهدم والتهجير في أحياء القدس، وأرجاء الضفة الغربية، والعدوان المتكرر على المكونات المخلصة من شعبنا الفلسطيني في أراضي الـ48 بالداخل المحتل، وهرعت لحماية السلطة الفلسطينية من السقوط والاندثار؛ فضلا عن احتدام المواجهة ضد مكونات الدعم الشعبي والمالي والسياسي الذي تحظى به الحركة من الحلفاء والأصدقاء والأنصار والمحبين في المنطقة، ومن خارجها”.

 

القرار البريطاني

 

 وبخصوص القرار البريطاني بحظر الجناح السياسي لحماس، ذكر صلاح أن توقيته دفعت إليه عوامل داخلية متعلقة بالحزب الحاكم، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وعلى صعيد مواجهة حماس سياسياً، ومنع أو تعطيل استثمارها لنتائج معركة سيف القدس. وقال إن “هذا القرار مؤسف، ولا يخدم بريطانيا إن سعت لأن يكون لها دور في القضية الفلسطينية، عوضاً عن استمرار دورها التاريخي المشؤوم، الذي أنشأ الكيان الصهيوني على أرض فلسطين”، مشيرا إلى أن الحركة باشرت مسارات سياسية ودبلوماسية وقانونية للتعامل مع القرار وتداعياته.

 

سلاح المقاومة

 

وحول مصير سلاح المقاومة في أي نقاشات مقبلة في ظل رفض فتح للعمل المسلح، شدد عضو المكتب السياسي لحماس على أنه “لا أحد يجرؤ على المساس بسلاح المقاومة، فهو عنوان الشرف والكرامة”. وجدد التأكيد على أن الحركة ترفض رفضاً قاطعاً أن يكون مطروحاً أصلاً في أي مناقشات أو مفاوضات مع أي طرف كان، “فلا شرف ولا عزة ولا كرامة لمن يتخلى عن سلاح مقاومته”.

 

حرب معلنة

 

وردا على سؤال “شهاب” حول الحرب على منابع الدعم المالي للحركة بمصادرها كافة، قال صلاح إن “هذه الحرب ليست جديدة، فقد بدأت منذ مؤتمر شرم الشيخ الشهير في 1996، واشتدت بعد أحداث سبتمبر 2001، وتفاقمت بعد ثورات الربيع العربي، ثم الثورة المضادة والهجمة المرتدة منذ 2013، وما زالت حلقاتها تضيق منذ ذلك الحين”.

 

 ووفق د. صلاح، فإن هذه الحرب لم تعد خفية أو تدار بالخفاء، بل معلنة، وتدار حتى على وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وتمارس فيها الضغوط على الدول والمؤسسات والمنظمات، بل والأفراد بشكل مباشر وفجّ، بكل مفردات الترهيب والتخويف والتهديد، وبجميع وسائل التشويه والافتراء والتضليل.

 

 وبين أن هذه حرب لها وسائلها وأدواتها وأسلحتها، مؤكدا أن الحركة أصبحت متمرسة فيها، كما الحرب العسكرية، والمواجهات السياسية والشعبية والإعلامية.

واستطرد قائلا: “ثقتنا بربنا أنه سبحانه الرزاق ذو القوة المتين، ثم بشعوبنا وبأمتنا وأحبابنا وأنصارنا، ثم بقدراتنا وامكاناتنا وابداعاتنا، تجعلنا مطمئنين أن حربهم خاسرة، وجهودهم خائبة مهما عظمت، ومهما طال أمدها؛ ويكفينا قول رسولنا صلى الله عليه وسلم: “وجُعل رزقي تحت ظلّ رمحي”.

 

المعتقلون في السعودية

 

 وفي شأن آخر، قال د. صلاح إن “ملف المعتقلين الفلسطينيين في السعودية مظهر مؤسف لطريقة تعامل المملكة مع الموضوع الفلسطيني، في سياق متناقض ومتراجع عن دورها وعلاقتها المبكرة مع الحركة، التي بدأت مع أوائل تسعينات القرن الماضي”.

 

وأشار إلى أنه “لا يوجد حتى اللحظة استجابة من الإخوة في القيادة السعودية لجهود الحركة والوسطاء لرأب الصدع وحل الإشكال”.

 

ولفت إلى أن المسار القانوني القضائي للتعامل مع الملف اتسم بالبطء الشديد، وبأحكام صادمة لا تنسجم أبداً مع سيرة المعتقلين ولا مع التهم الموجهة إليهم.

وأضاف أن “القضية الآن في مرحلة الاستئناف التي نعمل ونأمل أن تكون محطة تصحيح وترميم، بحكمة عالية، وتغليب للصالح العام، انسجاماً مع السيرة والمسيرة الطيبة في العلاقات والدور السياسي والشعبي والإغاثي للمملكة وقيادتها، مع استمرار الجهد السياسي على مسارات وخطوط متعددة”.

 

رسالة للشعوب العربية

 

 وفي ختام حواره، دعا د. صلاح عبر “شهاب”، الأمة العربية للارتقاء في مدارج الدعم والإسناد وصولاً للشراكة الكاملة في مشروع الجهاد والمقاومة لتحقيق التحرير والعودة.

وقال إن “تحرير المسرى والأسرى بشارة تحرير أوطاننا من الطغاة والمتجبرين، وعنوان وحدة أمتنا، ونزع لبذرة الفساد والاستبداد، وإطفاء لنيران الفرقة والصراعات الداخلية، بإخماد مصدرها الأساس، والمحرّض الأكبر عليها، والمتآمر الأول على حقوق شعبنا وأمتنا بالعيش الكريم والحرية والكرامة، والاختيار الحرّ”.

وأضاف أن “أمتنا لم تقصّر معنا حين كانت حركتنا غضة ومقاومتنا مبتدئة، فدعمتنا بالمال والرجال والخبرات والتقنيات، وكانت بمثابة الأم الرؤوم والأب الحنون، واليوم اشتد عودنا، وعلا بناؤنا، ولا ننسى لأهل الفضل والسبق فضلهم وسابقتهم، وندعوهم للمزيد كي نحقق معاً مشروعي التحرير والتمكين، بشراكة كاملة في مواجهة المشروع الصهيوني ورعاته، داخل فلسطين المحتلة وخارجها، وعلى الصعد السياسية والإعلامية والشعبية والثقافية والفكرية”.

وختم قائلا: “إنه واجب ثقيل يستوجب همماً عالية، وخططاً محكمة، وجهداً متواصلاً، وعملاً مشتركاً ومنسقاً في المسارات كافة والاختصاصات جميعاً والجغرافيات كلها، كلٌّ حسب اختصاصه ودوره وإمكانياته، وما يناسب ظروفه وموقعه”.

 

 

المصدر : شهاب

 

مقالات ذات صلة