زيارة عباس لمنزل وزير “جرائم الحرب” غانتس نهاية مرحلة وطنية..

 بقلم حسن عصفور

 

أيام ما قبل الاحتفال بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي أطلقت رصاصتها الأولى حركة فتح يناير 1965، قدم الرئيس محمود عباس أحد أبرز “مفاجآت” السياسة في السنوات الأخيرة، عندما ذهب لزيارة وزير “جرائم حرب” دولة الكيان بيني غانتس في منزلة برأس العين.

الزيارة المفاجأة، التي لولا تأكيد أحد رجالات السلطة حدوثها، لما صدقها فلسطيني، عاقل أم فاقد كثيرا من العقل، ليس لأن عباس لا يذهب لزيارة الكيان وبعض من شخصياته السياسية، بل لأنها الى منزل وزير، ما يكسر كل القيم والتقاليد الخاصة، التي يحيط بها الرئيس ذاته، وكشف أنها “ألقاب وصفات”، بعد أن قرر عبر “مرسوم خاص” أن يسمي ذاته رئيس “دولة فلسطين”، دون أن يعلن دولة، لا قيمة لها سوى على أهله.

أن يذهب عباس بصفته تلك، الى منزل غانتس، تمثل إهانة سياسية للمنصب والمسمى الذي يحمل اسم فلسطين، في سابقة تهين المنصب والمكانة، وبالتالي من يمثل، إن بقي هناك له تمثيل.

الزيارة سجلت إهانة وطنية، عندما يقرأ أهل فلسطين مضمون بيان مكتب وزير جيش العدو القومي، التي تركزت على كيفية العمل لقطع الطريق على أي حالة “غضب شعبي” ضد المحتلين وعصابات الإرهاب الاستيطاني، والتي وصفها بأعمال “إرهاب وعنف”، خاصة بعد التطورات الكفاحية التي بدأت تتسلل من بين “جدار الوقاية الأمنية المشتركة” لجيش العدو وأمن سلطة محمود عباس.

زيارة عباس الى منزل غانتس، توقيتا وشكلا، تكشف أن فعل المقاومة الشعبية الذي بدأ يتبلور، وبسرعة، عبر أشكال متعددة، يمثل حالة “هلع مشترك” لسلطتي الاحتلال والمقاطعة في رام الله، أدى الى كسر مظاهر البرتوكول كي لا تخرج “الحركة الكفاحية” المنبثقة من رحم الغضب الوطني، عن سياق لا تحمد نتائجه وفقا لجدول أعمال سلطتي القمع والاحتلال.

زيارة عباس الى منزل غانتس، بعد سقوط عدد من الشهداء في الأيام الأخيرة على يد جيش الاحتلال وعصاب الإرهاب الاستيطانية، تمثل إهانة لكل من دفع ثمنا في سبيل حماية “بقايا قضية وطنية”.

زيارة عباس الى منزل غانتس، إسقاط الكثير من حركة الاتهام الوطني لوزير الجيش الذي يرتكب “جرائم حرب ” يومية ضد الشعب الفلسطيني، ما سيظهر أن الحملة التي تدعيها مؤسسات السلطة في رام الله، ليس سوى “مكذبة سياسية” لخداع الشعب، فلا يوجد في سابق عالم السياسة أن قام “رئيس كيان” بزيارة شخصية متهمة بارتكاب جرائم حرب في منزله، وكأنهم “أصدقاء حميمين”، بل ويكون البيان الوحيد تأكيد للموقف الإسرائيلي الذي اعتبر الفعل النضالي الفلسطيني، “إرهابا وعنفا”.

زيارة عباس الى منزل غانتس، إعلان مبكر بأن “انذار خطاب” الأمم المتحدة، وما سيكون في المجلس المركزي القادم هي “كذبة أبريل” الكبرى التي تستبق زمنها، وأن اللقاء رسم حدود الذي سيكون من “خيارات” في المجلس المنتظر، أي كانت “الشعارات البلاغية” التي يطلقها فريق مقاطعة رام الله.

زيارة عباس الى منزل غانتس، رسالة سياسية بأن هذا الفريق لا يبحث حلا للأزمة الوطنية، وأن شراكته ليس “الداخل الفلسطيني” بل “الداخل الإسرائيلي”، وأن كل ما يقال عن بحث سبل “فك الارتباط” بدولة الكيان، والانتقال من مرحلة السلطة الى الدولة ليست سوى “أحلام يقضة” سياسية، لن ترى النور وعباس حيا ورئيسا.

زيارة عباس الى منزل غانتس، اعلان رسمي بأنه لا يوجد أي إطار “شرعي” في منظمة التحرير، وأنها أصبحت “كادوكا تنظيميا وسياسيا”…

زيارة عباس الى منزل غانتس، “شرعنة جرائم حرب العدو” ضد شعب فلسطين…

زيارة عباس الى منزل غانتس، شرعنت رسميا مشروع التهويد الاستيطاني في الضفة والقدس.

زيارة عباس الى منزل غانتس..فتحت الباب لمشروع شارون نحو خلق “محميات بلدية” في الضفة الغربية تحت مظلة دولة الاحتلال..

زيارة عباس الى منزل غانتس، هدية سياسية كبرى لتعزيز حركة الانفصال الكياني في قطاع غزة، وشرعنة خطوات حماس مع دولة الكيان، نحو معادلة “الأمن مقابل الإعمار”.

زيارة عباس الى منزل غانتس نهاية مرحلة وبداية لأخرى مجهولة الملامح ولكنها بالتأكيد لن تكون وطنية!

ملاحظة: كأنه “زيارة محمود” الى بيت “بيني” أغضبت البشر والحجر فزلزلت زلزالها الذي هز بلادنا…ولسه ياما نشوف من نحس وكوارث!

تنويه خاص: بعد زيارة غانتس ..صار عنا 2 عباس واحد مش محمود والتاني مش منصور!

مقالات ذات صلة