الاستنزاف والتدرج في القمع ..سياسة سلطة السجون الجديدة

 

ناصر ناصر

 

 

يبدو بأن سلطة السجون “الشاباص” قد قبلت هذه المرة بتوصية جهاز المخابرات “الشاباك” للجنة أردان القمعية في بداية يناير 2019 والتي أكدت حينها بضرورة إتخاذ إجراءات للتضييق على الأسرى، ولكن بشكل متدرج وبالتقسيط وليس دفعة واحدة لمنع انفجار الأوضاع داخل السجون كما حدث في 2019، فها هي إدارة السجون وعلى خلفية محاولة التعويض عن فشلها في منع هروب جلبوع في أيلول 2021 تتخذ القرار تلو القرار في التضحية للتضيق على الأسرى دون مبررات منطقية ومعقولة، كنقل الأسرى المؤبدات بإستمرار وتكثيف نقل أسرى “السغاف” “الخطيرون من حيث الهروب” كل أربعة أشهر في غرفة ثم قرار تقليص مدة الفورة وعدد الأسرى فيها مما يعطل الكثير من حياة الأسرى داخل السجن ويؤثر على نظام حياتهم الرئيس وعليه بدء الأسرى بإتخاذ الخطوات المضادة.

 

  إنّ الخطوات التي اتخذها الأسرى ضد القرارات التعسفية لسلطة السجون لم تنجح حتى الآن في اسقاطها ولكنها نجحت في أمرين إثنين .  الأول: إعاقة بعضها والتخفيف من إندفاعته من خلال إحتوائه أو حتى الموافقة على الجزء المحتمل منه، وتلك حكمة من الأسرى واضحة فهم يدركون أنهم في أسر وقهر وأحياناً قد يضطرون للإنحناء للعاصفة. 

 

 الأمر الثاني: تثبيت رفض الأسرى القاطع لقرارات سلطة السجون والتجهيز لخطوة كبيرة في الأسر في الأسابيع القادمة على أساس النفس الطويل والإنتظار الإيجابي لمعرفة الخطوات المتوقعة من إدارة السجون وتحديداً بعد اتخاذ اللجنة التي شُكلت بعد هرب جلبوع قرارتها النهائية والمتوقعة ضد الأسرى وذلك من أجل مواجهة هذه الخطوات دفعة واحدة في خطوة إستراتيجية قد تتم كخاتمة للخطوات التكتيكية التي تجري حالياً ،والتجربة مع سلطة السجون بإنها لا تستوعب التراجع بخطوات تكتيكية أو بالإشارات إنما بقرارات إستراتيجية كالإضراب عن الطعام وغيره.

 

  إن سياسة استنزاف الأسرى لا تقل خطورة عن سياسات الحسم لدى سلطة السجون فهي تراهن على انقطاع نفس الأسرى الطويل وتتوهم أنها قد تحتوي أو قد تُضعف تضامن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة مع الأسرى في معركتهم، وقد باشر الأسرى باتخاذ سلسة من الخطوات المضادة والتي من المتوقع أن تستنزف سلطة السجون من خلال زيادة العبء عليهم وإتعابهم واستنزافهم ومنعهم من الإجازات المقدسة بالنسبة إليهم، فخطوات باتجاه حل التنظيم وعدم التعاون أثناء الفحص اليومي. وقد يبدو أنّ سلطة السجون يراهنون على سراب فصبرُ الأسرى عالٍ واستعدادهم للعمل والتضحية لا يقارن بأحد كما أن شعبنا واعٍ ومتمسك بدعم أسراه ونصرتهم في محنتهم.

 

بتصرف من شهاب

مقالات ذات صلة