“شهاب” تنشر تقريراً حول عنصرية الغرب الاستعماري.

متابعات المنهاج نت ـ نشرت وكالة الانباء الفلسطينية تقريراً خاصاً يفضح الغرب وبما لا يدع مجال للشك او للتكهن مدى عنصرية الغرب الاستعمار من خلال الحرب الروسية الأوكرانية.

نص التقرير

كشفت “الحرب الروسية الأوكرانية” بما لا يدع مجالا للشك بشكل فاضح ازدواجية المعايير وحقيقة السلوك الغربي العنصري تجاه شعوب الشرق الأوسط وقضاياهم عامة والقضية الفلسطينية على وجه التحديد. ففي الوقت الذي يصف فيه “الغرب” مقاومة الشعب الفلسطيني والعربي للاحتلال “الإسرائيلي” خلال حروبه واعتداءاته الإجرامية المتكررة بأنها “إرهاب”، تجده اليوم يشيد بتصدي الأوكرانيين للغزو الروسي ويمدهم بالمال والسلاح والمساعدات الإنسانية. ولم تتوقف عنصرية الدول الغربية عند هذا الحد، بل فرضت عقوبات جماعية كبيرة على روسيا، وجنّدت كل إمكانياتها بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي والفن والرياضة وكل المجالات دعما لأوكرانيا، عكس الذي تفعله تماما ضد الاحتلال “الإسرائيلي” أمام الفلسطينيين. ويبدو أن أحد فوائد هذه الحرب أنها نبهت الشعوب العربية إلى حقيقة “الغرب” الذي طالما تغنى بأمور أثبت الواقع أنها “مجرد شعارات” موجهة للعرب، كالدعوة للتخلي عن القوة حتى لو كانت في مواجهة المحتل، واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية. حول ذلك، كتب المحلل السياسي وعضو المجلس الوطني الفلسطيني فايز أبو شمالة إنه “أثناء إلقاء الرئيس الأمريكي خطابه، صفق الحضور وقوفاً لمقاومة الشعب الأوكراني للاحتلال الروسي. ثم وصفوا المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، وقرروا تقديم المساعدات للاحتلال الإسرائيلي.

 

كما اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا أن”من يتجاهل صورة السلوك الغربي مع الشعوب الشرقية، يفقد جزءاً كبيراً من حقيقة “الخداع الغربي” والمواقف الزائفة خلال الحروب والأزمات التي تعصف بدول الشرق العربية منها أو غيرها، فاعتبروا يا عرب”. وقال الظاظا إن “الحرب الروسية الأوكرانية قد وضعتنا جميعاً أمام حقيقة بالغة الوضوح بأن القوة هي قيمة أخلاقية، وليست أداة للسيطرة فقط! فالشعب الذي يملك القوة الكافية لحماية حقوقه، يستطيع أن يصمد في ظل قوانين الغرب وقيمهم البدائية. ومن يتخلف عن حماية أمنه القومي فلن يتورع هؤلاء عن احتلال فناء بيته ومصادرة حريته بل سلب حياته”. وأضاف: إنها سلسة من الإجراءات التي تعكس العنصرية الغربية، وهنا لا نتحدث عن العقوبات الاقتصادية أو الدعم العسكري لأوكرانيا، ولكننا نتحدث عن طبيعة السلوك الذي يستخدم عبارات تنم عن الحقد وتجاوز “القيم الغربية” و أخلاقيات “العالم الحر” التي كانت أوروبا والولايات المتحدة وكندا تتغنى بها، فتعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن تزويد أوكرانيا بـ “أسلحة فتاكة” في إشارة إلى وحشية القتل والتدمير!.

وفي السياق، قال الكاتب والمحاضر الجامعي د. محسن الإفرنجي : “تضج المصطلحات التي يوصفون بها الحرب الدائرة أو الغزو أو العدوان. غير أن مصطلحا يأبى التسلل إلى قاموسهم الإعلامي والسياسي والعسكري وهو إرهاب  لأن الحرب الدائرة ليس فيها طرفا إسلاميا”. وأضاف الإفرنجي : “من يقاوم المحتل الغاصب فعليه أن يرهبه وأعوانه ولا يلتفت لتوصيف عالم كاذب مخادع. المقاومة حق”.

من جهته، عقب الداعية الإسلامي “محمد سليمان حلس” على تصريحات الرئيس الأوكراني في بداية الأزمة بأن بلاده ستفتح باب التطوع للأجانب من الخارج، وكتب : “ماذا لو طلبت فلسطين نفس الطلب، أو طلبت سوريا …هل كان المجتمع الدولي المنافق ليصمت كما فعل مع تصريح الرئيس الاوكراني؟”. وأضاف : “بريطانيا أول من لبى ذلك الطلب بتصريحات وزيرة خارجيتها. لكنها التصنيفات النصرانية .. حلال عليهم ومشروع ، وحرام علينا وإرهاب!”.

كما أعرب الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية عن تألمه إزاء “صور النازحين من الأبرياء أطفالاً ونساء وهم يهربون من شبح الموت في حرب روسيا وأوكرانيا”. وعقب قائلا إن “هذا الألم يسكن بداخلنا لأننا عشنا وجعاً مشابهاً لكن بدون تعاطف دولي، عشان وجع الفراق للأحبة، ووجع تدمير البيوت ووجع الهروب من الصواريخ”.

ونبه الناشط ثامر سباعنه، بأن هناك قضايا أخرى تستحق الاهتمام بالتزامن مع “حرب أوكرانيا روسيا”، وقال : “يمكن العالم كله مشغول بمعارك روسيا واوكرانيا.. لكن كفلسطينيين هناك معركه مهمه ومصيريه يخوضها اسرانا في سجون الاحتلال في هذه الايام ولابد من نصرتهم”.

كما اتفق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف على أن “ما يجري بين روسيا واوكرانيا من حرب وردود أفعال أمريكا وأوروبا والخطوات التي يعلنون عنها تكشف زيف هؤلاء جميعا وعلى رأسهم المنافقون حيث وجدوا”. وقال الصواف إن “هذا العالم الغربي الذي يدعي الحضارة وأنه صاحب قيم ومبادئ وحقوق إنسان ثم يفصل ذلك تفصيلا، ويكيل بمكيالين فهو فاقد لتلك القيم والمبادئ مهما تشدق بها وملء الدنيا صراخا وهو يتحدث عنها”. وأضاف : “ه‍ؤلاء جميعا يكيلون بمكيالين، فلو كانت الحرب أو البطش أو التنكيل يتم بأيديهم وإجرامهم كما حدث في العراق مثلا نجد المواقف مختلفة وردود الأفعال تؤكد حق أمريكا أن تفعل في العراق ما تريد بعد أكذوبة الأسلحة البيولوجية والتي ادعت أمريكا والغرب أن العراق يهدد بها السلم والأمن العالمين، ولكن حقيقة ما جرى مختلف وكان الهدف تدمير العراق وجعله يعيش في حرب داخلية سنوات طوال وقد ثبت أن ما ادعته أميركا كان كذبا وتضليلا للوصول إلى هدف تدمير العراق ونهب ثرواته، وبعد نهاية العدوان الأمريكي لم يتم الكشف عن أي نوع من الأسلحة البيولوجية لدى العراق، وأن التقرير التي قدمت لتبرير الحرب تبين أنها كاذبة وغير حقيقية”. وتابع إن “الأمر لا يختلف في تعامل الغرب وأمريكا مع ما يجري في فلسطين وضد الجرائم المرتكبة من قبل الصهاينة المحتلين ومجازرهم وقتلهم للأطفال والنساء والرجال، بل نجد دعما وتأيدا وتزويدا للمحتل من قبل أميركا والغرب لعدوان المحتل بكل أشكال الدعم السياسي والمالي والعسكري، وأن القتل والتدمير الذي يقوم به الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني هو دفاع عن النفس ضد من يصفونهم ظلما وجورا بالمعتدين، هؤلاء المعتدين حسب وصفهم هم من يقاتلون عدوهم الغاصب المجرم، ورغم ذلك هم يقفون من المعتدي ضد المعتدي عليهم،أي يساندون المعتدي ضد الضحية، وتجدهم يدافعون عنه وهو قاتل”. وأشار إلى أن الامر لم يقتصر على السياسة والسياسيين بل تعداه ليصل إلى الرياضة، موضحا أن الفيفا تكيل بمكيالين فوقفت في وجه روسيا بداعي تطبيق مبادئها وقيمها التي لم تطبقها مع الاحتلال وجرائمه بحق الفلسطينيين، بل عاقبت من يقاطع لاعبي الاحتلال لرفضهم إجرام “إسرائيل” بحق الإنسانية وقتلها الأطفال والنساء. أما الإعلامي والمُعلق الرياضي العُماني خليل البلوشي، فقد عقب على “الأزمة الروسية الأوكرانية” بالقول : “يا لها من سياسة قدْرة لعالم غير ىىىوي ويكيل بمكيالين، في الوقت الذي كان الاحتلال يرتكب المجارْر بحق أهلنا في فلسطين وتُقصف البيوت فوق رؤوس ساكينها، كانوا يقولون لنا: لا تخلطوا السياسة بالرياضة. لكنّ بان رْيفكم وحقيقتكم المعروفة للجميع ولكن الآن فوق الطاولة وليس تحتها، تباً لكم”.

ولم يختلف المُعلق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي مع زميله، إذ كتب عبر فيسبوك أن “الغرب وأمريكا اغتنموا الفرصة للتكالب على روسيا، وليس للدفاع عن أوكرانيا، ولا عن المبادئ والقيم”.  وأضاف دراجي : “عنصريتهم المقيتة هي القاسم المشترك بينهم في عالم ظالم لا يرحم، مليئ بالتناقضات جعلت المحتل الإسرائيلي يتظاهر على أراضي فلسطينية محتلة ضد ما أسماه احتلال وعدوان روسي على أوكرانيا”.

وحول سياسة الغرب العنصرية، رسم رسام الكاريكاتير الفنان علاء اللقطة صورة مُعبرة عن الواقع الذي يصف فيه الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال ويدافع عن أرضه بأنه “إرهابي” فيما يزود أوكرانيا بالصواريخ، وكتب : “أحرامٌ على بلابـلهِ الدّوْحُ …. حلالٌ للطيرِ من كلّ جنسِ ؟!
الكاريكاتير الصورة الرئيسية

وفي الإطار نفسه، واجهت النائبة البريطانية عن حزب العمال جولي إليوت غضبا من قبل بعض “عنصريي الغرب”، حينما قالت إن “غزو روسيا لأوكرانيا هو مثل ما يحدث بالأراضي الفلسطينية المحتلة”..

مقالات ذات صلة