العنصرية الأوروبية.

 

د. محمد طاهر انعم

عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد السلفي. 

العنصرية العرقية في أوروبا لها تاريخ طويل، وهي ما تتمثل اليوم فيما يسمونه الأحزاب والتيارات اليمينية.

وهذه العرقية تعتبر العنصر الأوروبي الأبيض هو الأفضل والأرقى، وأن بقية الأعراق الملونة (الأسود والقمحي وغيرهما) هي أعراق همجية متخلفة يجب أن يعملوا لرفاهية صاحب العرق الأبيض.

وكان لهذه النظرة العنصرية دافع للاستعمار الغربي ونهب ثروات الشعوب العربية والاسلامية والافريقية والاسيوية والأميركية القديمة.

وحتى اليوم ما تزال هذه النظرة والاستعلاء الغربي موجودا وتغذية الأحزاب والتيارات اليمينية والقومية الأوروبية والأميركية، وتظهر آثاره في التضييق على المهاجرين والأجانب والاعتداء عليهم أحيانا ومعاملتهم بازدراء وعنف في المناطق التي يقوى فيها التيار اليميني مثل بعض مناطق الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة وحزب المحافظين في بريطانيا والأحزاب اليمينية الأخرى في فرنسا والدول الاسكندنافية واوروبا الشرقية.

والحزب الحاكم في اوكرانيا هو حزب يميني بقيادة زيلينيسكي، ويمثل كل القبح العنصري للعرق الأوروبي، وهو انعكاس جديد للنازية الألمانية القديمة أيام هتلر وتياره النازي المتعصب، والذي كان يعتقد أن العرق الآري الألماني هو أرقى أعراق العالم وبقية البشر ينبغي أن يكونوا خدما له.

ما تزال أوروبا تنفث هذه العرقية البغيضة منذ قرون، وبالذات بعد صدمتهم من تحول الحضارة عنهم في القرون الوسطى، حين تراجعت الحضارة الرومانية البيضاء، وسيطرت على العالم الحضارة الإسلامية العربية الملونة، وصار معظم الفلاسفة والمخترعون من أصحاب البشرة الحنطية الملونة، فنشأت تلك النظريات البائسة عند الأوروبيين في ذلك الوقت.

ولما انطلقت حركة الكشوفات الجغرافية الحديثة منذ القرن الخامس عشر عن طريق الأسبان والبرتغال ثم البريطان والفرنسيين باتجاه الأميركيتين واستراليا والجزر البعيدة، تحولت لحركة استعمار وانتقام وإبادة للاعراق الملونة من السكان الأصليين في تلك المناطق، ثم في مناطق افريقيا وجنوب آسيا المستعمرة.

مقالات ذات صلة