صنعاء| السلفيون يعقدون ندوةً فكرية وثقافية بعنوان ”  الحرب الناعمة المسارات والمآلات ووسائل التصدي” بجامع الشعب.

 

المنهاج نت – عُقدت اليوم بالعاصمة صنعاء، ندوة ثقافية وفكرية بعنوان “الحرب الناعمة المسارات والمآلات ووسائل التصدي”، نظمها عدداً من مشائخ التيارات السلفية في اليمن.

وفي الندوة التي أدارها الأستاذ محمد الحميري عضو الأمانة العامة لحزب السلم والتنمية السلفي والتي حضرها الأستاذ نجيب العجي وزير الإرشاد لشؤون الحج والعمرة، والأستاذ فؤاد ناجي نائب وزير الإرشاد، والشيخ صالح الخولاني وكيل اول لقطاع القران الكريم في الوزارة، قدمت عدداً من الأوراق كان في مقدمتها ورقة الشيخ صالح العويري مندوب الشيخ محمد بن عبد الله الإمام، والذي تحدث فيها عن مسؤولية الخطباء والمرشدين في مواجهة الحرب الناعمة.

واعتبر الشيخ العويري بأن الخطباء والمرشدين هم كالقلب في الجسد مشيراً الى دورهم الريادي الفاعل في بناء المجتمع وإصلاحه.

وأشار العويري الى محاولات العدو الذي لا يكل ولا يمل في إستهداف أبناء الأمة في مقدساتها وفي فكرها وفي كيانها وهويتها الثقافية والمعرفية.

وأوضح بالقول بأن أعداء الأمة لم يدخروا جهداً في سبيل تأجيج الصراعات في داخل جسد الأمة الواحدة حتى يسهل عليهم تمزيق أبناء الأمة بجعلهم مجتمعات متصارعة محترقة بنيران الفرقة والتمزق مشيراً الى أوضاع تلك المحافظة الواقعة تحت سيطرة قوى دولتي التحالف السعودي الإماراتي وما صارت اليه من تدهور قيمي واخلاقي وسياسي وعسكري وأمني.

وفي الورقة الثانية المقدمة من الشيخ عبد الجليل الشرعبي ممثل جمعية الحكمة اليمانية فرع صنعاء والمعنونة بـ ” مسارات الحرب الناعمة” والتي أشار فيها إلى أساليب العدو وحركة تنقله في حربه على الأمة الإسلامية جمعاء.

تطرق الشيخ الشرعبي في ورقته الى أساليب حركة العدو وتنقله في خط سير الحرب موضحاً بالقول أعداء الأمة استخدموا كافة الوسائل والطرق لتحقيق أهدافهم وغاياتهم الرامية إلى تمزيق الأمة وإخضاعها والسيطرة عليها.

وأضاف من الذي خلق الحدود بين شعوب العالم الإسلامي الواحد؟ اليس هم الأعداء من اختلقوا تلك الحدود الوهمية حتى يتم إضعاف الأمة ويسهل تمزيقها وضربها بكل سهولةٍ ويسر.

وأكد بأن الأعداء لم يكتفوا بما حصلوا عليه من نتائج بل ما زالوا يضاعفون الجهود الرامية الى تحقيق السيطرة الفكرية من خلال صياغة منهاج تعليمية تساعدهم على غرس ثقافتهم الغربية في أدمغة الأجيال القادمة من شباب الأمة عبر محاولة خلق حالة من الانبهار بالتقدم الغربي الزائف القائم على انتهاك خصوصية الاخر الثقافية والدينية والحضارية والتاريخية.

وتابع بل من أهم ما يقوم به أعداء الامة اليوم هو سلخ أبناء الامة وابعادهم عن مسألة الولاء والبراء موضحاً بالقول فقد استطاع العدو خلق القدوة الزائفة والكاذبة في أذهان شباب الأمة بحث اصبح اللاعب او الفنان والراقص قدوةً يقتدي به الكثير من شباب أمتنا، بدلاً من الاقتداء بالرسول الأكرم صلى الله عليه واله وصحبه سلم قدوةً حسنة، وهو ما ينافي أوامر الله سبحانه وتعالى وتعاليم القران الكريم.

 

أما في الورقة الثالثة المقدمة الدكتور محمد طاهر أنعم عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد السلفي المتضمنة ” الحرب الناعمة الوجه الاخر للعدوان في الحرب على اليمن” والتي تحدث فيها عن المخاطر التي تهدد الأمة في دينها وبقاءها ومقدساتها وهويتها باستهداف العقول وتدنيس النفسيات من خلال مشاريع تبني الثقافات المغلوطة والدخيلة المدمرة للهوية الايمانية القرآنية الجامعة لكل أبناء الأمة.

وشدد على أهمية التعاون على البر والتقوى موضحاً بالقول إن التعاون على البر والتقوى يعد أحد الأسلحة الفعالة لمواجهة الحرب الناعمة (الغزو الفكر) التي ينشط العدو عبرها وخاصةً في الآونة الأخيرة.

وحث أبناء الأمة على التمسك بالهوية الايمانية القرآنية الجامعة التي تهدف الى توحيد الكلمة ورصف الصفوف في سبيل مواجهة الأعداء والتصدي لكل مؤامراتهم الخبيثة التي تنهش بجسد الأمة.

كما وجه رسالة الى علماء اليمن الذين ذهبوا الى أحضان النظام السعودي استجابة لدعوته الكاذبة كالشيخ يحيى الحجوري ورشاد القدسي والمصري التي باتوا تحت رحمتها قابعين خانعين عاجزين عن قول كلمة حق في وجه سلطان جائر الى مراجعة مواقفهم وتقييمها التقييم الصحيح.

من جانبيه تحدث الشيخ الدكتور مطيع شباله ممثل جمعية الإحسان في صنعاء بورقته والتي حملت عنوان ” مآلات الحرب الناعمة ونتائجها على الفرد والمجتمع” بالقول محصلة الحرب الناعمة ( الغزو الفكري) ما نراه اليوم على واقع المجتمع الذي اصبح يحمل قيم وروحية المجتمعات الغربية.

وأضاف الحرب الناعمة هي اشد الوسائل خطراً وفتكاً بالأمة إذا لم نتبه لها ونتصدى لها بكل الوسائل الممكنة وسد الثغرات التي يحاول الأعداء النفاذ من خلالها.

وتابع بالقول “إن أعداء الأمة بعد ما خلصوا من حروبهم العسكرية وخصوصاً بعد الحروب الصليبية قرروا تبني فكرة مشروع الحرب الناعمة وتصديرها الى شعوب العالم الإسلامي والعربي اجمع بكافة الطرق وبكل السبل.

وفي كلمته تطرق الى بعض الصور والأساليب التي استخدمها العدو وهي قلب الحقائق المغايرة للواقع ويحاول تسويقها بجعلها نموذجاَ للعيش كالديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الإنسان وهم بعيدين كل البعد عن تلك المصطلحات التي يتغنون بها.

وأشار الى أبعاد الحرب الناعمة الخطيرة المؤدية الى هجر المبادئ والقيم الإسلامية النابعة من روح الإسلام الحنيف، من عبر تقديم إعلام هابط يروج له بكل إمكانية بجعله منصة بارزة براقة تخطف انظار الضعفاء وقليلي الوعي وعديمي البصيرة، حتى يخلق حالة من الانهزامية في نفوس الشعوب العربية والإسلامية.

كما تطرق في ورقته الى محاولة الأعداء من خلال وسائل إعلاميه إشاعة الفرقة وغرس البغضاء في اوصال المجتمعات العربية والإسلامية.

واختتمت الندوة بعددٍ من المداخلات وفي مقدمتها مداخلة الدكتور حزام الأسد عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله ” الحوثيين” والتي تحدث فيها على ضرورة مواجهة الحرب الناعمة وسد ابواقها والعمل على رفع الجهود الرامية لكبح حملات الحرب الناعمة، معتبراً إياها مسؤوليةً جماعية والكل معني بها.

وشدد على أهمية الإلتفاف حول مشروع مواجهة الحرب الناعمة لاسيما والجميع مسؤول امام الله عن أي تقصير في هذا الخصوص .

كما حث الحاضرين من أبناء التيارات السلفية وغيرهم على استنهاض الجهود برفع مستوى الوعي عبر منابر الخطابة والإرشاد والتعليم وكل منصات الكلمة لما لها من أثر إيجابي كبير في ترسيخ نبذ الثقافات المغلوطة.

من جانبه تحدث الأستاذ فؤاد ناجي نائب وزير الإرشاد عن ضرورة تفعيل دور الخطابة في تحصين الناس من الاختراقات التي تحدث من قبل قنوات الحرب الناعمة.

وقد حضر الندوة جمعٌ غفير من كبار علماء ومشائخ ودعاة وشخصيات بارزة من مختلف التيارات السلفية في اليمن.

 

مقالات ذات صلة