ناصر العمراني يكتب :مراعاة النفسيات مقصد شرعي .

المنهاج نت –
مراعاة النفسيات مقصد شرعي *
الصحة النفسية والاستقرار النفسي مقصد شرعي ، ونهج نبوى ، وسلوك حضاري وضرورة واقعية عالمية ، والاستقرار النفسى من الركائز الاساسيه في التدين
والنفس البشرية هى مقصود الرسالات .
والقرآن موضوعه الإنسان وقدأقسم الله بالنفس البشرية فى كثير من السور والايات ، لاهميتها وخطورتها ولمافى ذالك من دفع الأضرار والمفاسدالبالغةعلى النفس البشريه.و جلب الخير لها.
فاليأس والشك والقنوط يجعل الواحد مناعرضة للامراض الخطيرة ، وتتلف بسبب قلقه الأعضاء ، وهذأمر محرم ((إنه لايئيس من روح الله إلا القوم الكافرون ))والحرص الزائد والتحسر والضيق ، ولوكان حرصا على إيمان الكفار نهى الله رسوله عن ذالك ((فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ))
ومن أجل الاستقرار النفسي فرض الله الزواج وشرع العقود والمعاملات ، وحذر من السداسيات في سورة الحجرات ، التى تقضى على وحدة المجتمع وتماسكه
وعلمنا الاسلام أن الراحة والسعاده في القلب (من أصبح آمناً فى سربه معافاً….
وعلمنا أن الغنى غنى النفس.
وحذر من التطلع إلى مافي يد الغير (( ولاتمدن عينيك إلى مامتعنابه أزواجاًمنهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ))
من أجل الاستقرار النفسي حذر من أمراض القلوب كالحسد والكبر والطمع زحذر من التطير والتشاؤم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذبالله من شر الثمانية ((الهم و الحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال))
وأوصى بالاستعاذة والوضوء والجلوس والسكوت أثناء الغضب .
وأرشد إذا رأى أحدفي منامه رؤيا يكرهها ألا يحدث بها و يستعيذبالله من شرها وينقلب على الجانب الاخر .
وبين أن عامة الوساوس من بول المرء في مغسله
ونهى أن نأتى الصلاة ونحن نجرى .
وأمرنا أن نقدم الطعام إذا حضر على صلاة العشاء
ونهى أن يقضى القاضى وهو غضبان .
فا الاحوال النفسية هي التى تصنع وتربي النفس لا الحالة الاقتصادية والظروف المعيشية.
نعم الحرب النفسية أخطر من الحروب العسكرية ((والفتنة أكبر من القتل )) لكن من الطبيعى أن ينزعج منها أحدنا إذا وجد نفسه محاطاًبما يكدره فيهئ نفسه لمواجهة كل الاحتمالات ، بتفهم وعقل وتوكل على الله ورضا بقضائه وانتظارفرجه وعاقبة صبره ، والصبرانتصار .
والحياة لاتصلح بلا تدافع ، ولولا البلاء لمافاز المؤمن بالجنه (حفت الجنه بالمكاره )والمكافح في الحياة هدف لكل مريض والصادع بالحقائق هدف لكل منتفع.
والمتاجر بالاباطيل ، والعاجز والهارب من المواقف لن يستطيع أن يحمل أثقال الحياة (ورقة التوت مع الصبر والوقت تصبح حريراً)
ومن يحافظ على مبادئه ولوخسر مصالحه ينتصر.
الروح المعنوية والنفسية القوية تجعل من الضعف قوة .
المبادئ والغايات تنتصر على الماديات.
أصحاب النفسيات العالية أصحاب قناعات ومغامرات مدروسة لامدسوسة .
يعيشون عيش الملوك في عصر المصالح والمكاسب والحرب الماليه .
فالمحافظين على مبادئهم نفسياتهم كبيرة ، وسعة صدورهم للمغرضين والمناوئين والناقدين قبل المناصرين والمتعاونين لايعملون لأنفسهم ولايقصون غيرهم. ولايعملون على تهميش أوانتقاص أحد ، بل يضعون وزناً لكل انسان باعتباره انسان بغض النظر عن ايدلوجيته وحزبه وجماعته .
اصبرو وصابرو ، وأبشرووأملو وتفاؤلو ولاتخافو المرض ولا الموت فلكل أجلٍ كتاب (وماقدر يكون ).

* داعية سلفي – خطيب مسجد الاخلاص – إب

مقالات ذات صلة