من يفرحون بخراب اليمن.. تناقضات الموالين للعدوان

المنهاج ـ خاص

شعر بعضهم بالغبطة بعد العدوان الإسرائيلي على اليمن، وكأن تدمير المطارات والبنية التحتية دليل على “صواب” موقفهم. هؤلاء لم يخجلوا من فرحتهم بالخراب، بل كأنهم يقولون: “ألم نحذركم من إسرائيل؟”. الغريب أن من يتباكون اليوم على المنشآت المدنية، كانوا بالأمس يبررون تدمير السعودية والإمارات لليمن تحت ذرائع واهية، معتبرين ذلك “ثمنًا ضروريًا”.

الأكثر إثارة للاستغراب هو التناقض الصارخ في خطابهم؛ فما دمّرته السعودية والإمارات – من مدارس ومستشفيات – وصفوه بـ”أهداف عسكرية”، أما ما تدمره إسرائيل اليوم فأصبح فجأة “كارثة وطنية”. بعض هؤلاء لا يزالون يدعمون التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي الذي دمّر اليمن لعقد من الزمن، وكأن العدوان “مشروع” إذا جاء من جهة، و”جريمة” إذا جاء من أخرى!

هناك بالطبع من يناقشون القضية بموضوعية، بعيدًا عن التحيز المسبق، وهؤلاء يمكن التفاهم معهم. لكن الذين وقفوا مع العدوان منذ 2015 لا يُفاجئهم اليوم إلا تناقضهم هم أنفسهم؛ فمبدئهم واضح: إباحة اليمن للتدخل الأجنبي، سواء سعوديًا أو إسرائيليًا. العدوان الخارجي لا يحل الأزمات المحلية، بل يضعف الجميع ليفرض هيمنته. خير دليل سقطرى، التي لم تشهد حربًا لكنها تحت الاحتلال!

العدوان – أي عدوان – ليس حلًا، بل هو أداة استعمار جديدة. من يبررون العدوان السعودي ثم ينددون بالإسرائيلي لا يختلفون في الجوهر؛ فهم يرون اليمن ساحةً مفتوحةً للقوى الأجنبية. لكن التاريخ سيسجل أن من خانوا بلدهم باسم “الواقعية” هم الأكثر خسارةً عندما يُدركون أن المستعمر لا يفرق بين “حليف” و”عدو” حين يحين وقت الهيمنة الكاملة.

مقالات ذات صلة