نداء استغاثة من تعز: الماء حقٌّ ضائع في مدينة تموت عطشًا

المنهاج ـ خاص

خرجت نساء تعز في مسيرات احتجاجية حاملين عبوات فارغة ويهتفن “نشتي ماء.. نشتي نعيش”، في مشهد يعكس عمق المأساة الإنسانية التي تعيشها المدينة. تحوّل الحصول على المياه من حق أساسي إلى معركة يومية أمام صهاريج المياه، وسط ارتفاع جنوني في الأسعار وتقاعس رسمي عن حل الأزمة.

تعاني تعز من شحّ حاد في المياه منذ سنوات بسبب الحرب وتدمير البنية التحتية، ما أجبر الأهالي على الاعتماد على الواياتات الخاصة التي تبيع الماء بأسعار خيالية. وتشير تقديرات محلية إلى أن أسعار المياه ارتفعت بنسبة 500% خلال العام الجاري، بينما تبقى شبكات المياه العامة معطلة وغير كافية لتلبية الاحتياجات الأساسية.

المسيرات النسائية الأخيرة سلطت الضوء على معاناة مضاعفة تتحملها النساء، اللواتي يتحملن عبء جلب المياه لمسافات بعيدة تحت شمس حارقة. وتقول إحدى المشاركات: “نضطر لبيع حليّنا الذهبية لشراء الماء، بينما المسؤولون يتفرجون”. هذه الاحتجاجات تكتسب أهمية رمزية في مدينة تعاني من انهيار كامل لخدماتها الأساسية.

ناشطون وحقوقيون وجهوا نداء لمنظمات محلية ودولية إلى تدخل عاجل لإنقاذ تعز من كارثة إنسانية حقيقية، محذرة من تفاقم الأزمة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة. وتطالب الأصوات الغاضبة بمحاسبة المقصرين وفتح تحقيقات في أسباب تعطيل مشاريع المياه، بينما يبقى السؤال الأبرز: هل من مستجيب لصرخات المدينة العطشى قبل فوات الأوان؟

مقالات ذات صلة