“بودكاست صنعاء | السلفية في اليمن بعد 2014: أدوات الحرب أم مشروع سياسي؟ مع د. حزام الأسد”
المنهاج ـ خـاص
كيف استغل التحالف السلفيين لشن حرب اليمن؟ حزام الاسد يحلل دور السعودية والإمارات في تحويل التيارات الدينية إلى أداة صراع.
في مقابلةٍ له على اثير البرنامج العام لـ إذاعة صنعاء (بودكاست) أكد الدكتور حزام الأسد مسؤول الملف السلفي عضو المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله”، بأن الدور السعودي الإماراتي في تجنيد أبناء السلفية الوهابية المتطرفة ضد إخوانهم اليمنيين ماهو إلا ضمن خطوات سعودية إماراتية رامية لتدمير النسيج الاجتماعي اليمني تحت ذرائع دينية كاذبة.
حاوره أ ـ سند الكميم
نص المقابلة
بدايةً، كيف نشأ الدور السلفي في اليمن بعد أحداث سبتمبر 2014؟
بعد أحداث 21 سبتمبر 2014، سعت السعودية إلى تجميع الأطراف السلفية، خاصة الذين خرجوا من دماج. ثم استغلت السعودية والإمارات شخصيات معروفة من تلك الأحداث لتوحيد هذه الجماعات بين 2015 و2016. مثل المحرمي وغيره من الشخصيات السلفية المعروفة وهؤلاء هم الذين كانوا يُعرفون بـ”طلاب العلم” في دماج انذاك ثم انتقلوا لاحقًا إلى المحافظات الجنوبية وبعض المناطق الساحلية. لكن الشعارات الجنوبية التي يرفعونها الآن تبدو فضفاضة، والمشروع أكبر منهم. كما أن المراكز السلفية في الجنوب ليست بالضرورة من أبنائه، بل هي امتدادات لمناطق شمالية حتى بتفرعاتها سواءً تيار الشيخ يحيى الحجوري او الشيخ محمد الإمام في تلك المناطق.
كيف تحولت أهداف السلفيين بتأثير الدعم الإماراتي والسعودي؟
تحركت هذه الجماعات تحت شعارات دينية مثل “الدفاع عن الدين” و”مواجهة سب الصحابة”، وحول انتصاراً لدماج لكن ولاءها تحول من مشايخ العلم إلى السفراء والضباط الإماراتيين وحتى الأمريكيين. بعض “طلاب العلم” أصبحوا أصحاب إمبراطوريات مالية واستثمارات ضخمة.
شهدنا تنافسًا سعوديًا-إماراتيًا على استقطاب السلفيين، مما خلق مساومات ومزايدات. حاولت السعودية لاحقًا إنشاء تشكيلات جديدة مثل “درع الوطن” لمواجهة النفوذ الإماراتي المتصاعد الذي أنشئ قوات العمالقة ومع ذلك، يبقى السلفيون في نظر تلك القوى أدوات واضحة، ويُستهدف كل من يكشف حقيقتهم كما أنها تستخدمها تلك القوى لديمومة الصراع ليس إلا.
هل يمكنك توضيح طبيعة العلاقة بين الإمارات والسلفية رغم اختلاف التوجهات؟
قبل 2015، كانت العلاقة بينهما مفارقة، فالإمارات ليست دولة دينية، لكن حاجتها العسكرية دفعتها لاستغلال هذه الجماعات المؤدلجة. السعودية أنفقت أموالًا طائلة لتنشئتهم، لكن الإمارات هي من “قطفت الثمرة”. الفارق أن الإمارات ركزت على توظيفهم عسكريًا، بينما اتجهت السعودية لبناء “جيش مرتزقة” حسب تعبيره. للأسف، هناك انسلاخ كبير في السعودية على المستوى الديني والأخلاقي رغم دعمها للسلفية باليمن.
ما واقع السلفيين في المناطق “الحرة”؟
مساجدهم ومراكزهم ما زالت عامرة، لكن بعض مشايخهم يخشون السفر إلى السعودية بسبب الاستبداد النظام السعودي والاعتقالات طالت حتى من يشارك تغريدة! ومن يرفض تجنيد الإمارات يواجه الاغتيال أو الطرد. بعض السلفيين الذين غادروا المناطق الحرة أُعيد تجنيدهم أو سمح لهم ببناء مساجد موالية للمحتل.
كيف يتعامل المجتمع الجنوبي مع هذا التمدد السلفي؟
هناك وعي مجتمعي يحد من تجنيدهم بسهولة. لكننا نلاحظ توسع السلفية على حساب الصوفية في تلك المناطق التي تقع تحت سيطرة دولتي السعودية، خاصة مع العداء التاريخي للوهابية تجاه الحضارم. هناك تحريض على هدم الأضرحة واستهداف لرموز صوفية وتجارية، كما في الصبيحة، بهدف “إذلال المجتمع”.
كلمة أخيرة؟
ندعو لوحدة اليمن والأمة الإسلامية. الأعداء الحقيقيون هم اليهود والمشركون، والخِلافات الداخلية من صنعهم. يجب نبذ القيادات الفاسدة المرتبطة بأمريكا وإسرائيل. معركتنا الحقيقية هي معركة “طوفان الأقصى”، والطريق إلى الحق يتطلب توحيد الصفوف لمواجهة اعداء الله ورسوله واعداء الامة جمعاء هم الامريكان والصهاينة الذين يسعون ليل نهار لتدمير الامة.
الصحفي: شكرًا لك، أستاذ حزام الأسد، على هذه الإفادات الثمينة.
حزام الأسد: شكرًا لكم، ونذكر الجميع بأن الحق لا يُهزم.