ياسر اليماني: اليمن قُسّمت لصالح السعودية والإمارات والتمسك بصنعاء هو خيار الشعب الأخير
المناهج نت _ متابعات
قال السياسي اليمني المقيم في أوروبا ياسر اليماني إن التحالف السعودي الإماراتي، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة وإسرائيل، نجح في إسقاط الدولة اليمنية وتحويلها إلى خارطة مقسّمة بين مليشيات محلية تخدم أجندات خارجية. وأوضح أن ما فشل التحالف في تحقيقه خلال صيف 1994، من تفكيك الدولة اليمنية، تحقق اليوم بأدوات يمنية خالصة، وبدعم من قيادات وصفها بـ”العميلة” التي ارتضت بيع الأرض مقابل المال والسلطة.
وأشار اليماني إلى أن اليمن بات مقسمًا فعليًا إلى كانتونات ومربعات نفوذ، فالعاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لها باتت تحت سيطرة أنصار الله، فيما تحوّلت عدن ولحج وأبين وشبوة إلى ساحة نفوذ لمليشيات ممولة من الإمارات، أما المخا والساحل الغربي فخاضعان لسيطرة طارق صالح بدعم إماراتي سعودي، في حين تدار مأرب من قبل مليشيات حزب الإصلاح بإشراف سعودي مباشر. وأضاف أن حضرموت والمهرة خاضعتان لنفوذ سعودي تديره مليشيات درع الوطن، بينما باتت جزر سقطرى وميون وعبد الكوري مناطق سيطرة إماراتية عبر المجلس الانتقالي، ولم تسلم تعز من التقسيم، حيث تهيمن عليها مليشيات مرتبطة بحزب الإصلاح بدعم سعودي.
وأكد أن هذا التقسيم لم يكن ليحدث لولا انخراط شخصيات يمنية في المشروع الخارجي وتخليها عن أي رؤية وطنية جامعة، وهو ما أدى إلى تفكيك الدولة وإهانة الشعب اليمني، وتحوّله إلى ضحية لصراعات أجندات إقليمية ودولية. واعتبر أن الحلم الذي سعت السعودية والإمارات لتحقيقه منذ عقود أصبح واقعًا مريرًا اليوم، في ظل غياب الدولة وتفكك النسيج الاجتماعي وغياب المشروع الوطني الجامع.
وفي ختام تصريحاته شدد ياسر اليماني على أن التمسك بسلطة صنعاء اليوم هو الخيار الأنسب والملاذ الأخير المتبقي أمام أبناء الشعب اليمني، باعتبارها العاصمة الوحيدة التي بقيت متماسكة ورفضت الانخراط في مشاريع التقسيم والوصاية. ودعا اليمنيين إلى استعادة وعيهم الوطني، والوقوف في وجه المخطط الإقليمي والدولي الذي يهدف إلى إنهاء الكيان اليمني وتحويله إلى دويلات هشة تخدم مصالح خارجية لا علاقة لها بمصلحة الشعب ولا بتاريخه.