التحول الاستراتيجي في البحر الأحمر: القوات اليمنية تُرهق البحرية الأمريكية بمعادلة ردع منخفضة التكلفة
المنهاج نت _ متابعات
في اعتراف غير مسبوق بحجم التحديات التي فرضتها المواجهات البحرية مع القوات المسلحة اليمنية، أكد الأدميرال الأمريكي داريل كودل، المرشح لرئاسة العمليات البحرية، أن الهجمات اليمنية في البحر الأحمر أحدثت صدمة عملياتية للبحرية الأمريكية، وأجبرتها على إعادة تقييم شاملة لعقيدتها القتالية وأساليب إدارة الذخائر.
وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، وصف كودل المواجهات مع الحوثيين بأنها شكّلت “منحنى تعلّم حاد” للقوات الأمريكية، خصوصاً في اختيار أنواع الأسلحة، مشيراً إلى تحول في استراتيجية الاستخدام بعيداً عن الصواريخ المكلفة مثل SM-6 وSM-2، نحو ذخائر أقل كلفة مثل الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة بالليزر.
وأوضحت صحيفة “بيزنس إنسايدر” أن الولايات المتحدة اعترضت مئات الصواريخ والطائرات المسيرة منذ أكتوبر 2023، لكن الكلفة الاقتصادية واللوجستية لهذا الدفاع كانت مرتفعة بشكل لا يمكن الاستمرار فيه، ما كشف عن هشاشة في بنية الردع البحري الأمريكي أمام هجمات منخفضة التكلفة وغير تقليدية.
واعتبرت الصحيفة تكتيكات القوات اليمنية “معادلة ردع ذكية” نجحت في استنزاف القدرات الأمريكية ووضع البحرية في موقف دفاعي مرهق، مما دفع واشنطن إلى مراجعة عاجلة لخططها الدفاعية في البحر الأحمر وإعادة ترتيب أولويات الصناعات العسكرية.
وأكد التقرير أن استمرار هذا النمط من المواجهة قد يعمق أزمة الذخيرة الأمريكية ويجعل تعزيز القاعدة الصناعية العسكرية أمراً ملحاً، في ظل غياب حلول فورية لمعادلة الحرب منخفضة التكلفة التي ابتكرتها القوات اليمنية، وفرضت بها معادلة عسكرية جديدة على إحدى أكبر القوى البحرية في العالم.