تفشي الإسهال المائي الحاد في اليمن.. أطفال تحت الخطر ونظام صحي على وشك الانهيار بسبب الحصار والجفاف
المنهاج نت _ متابعات
ارتفعت من جديد حالات الإسهال المائي الحاد في مختلف أنحاء اليمن، مسجلة ذروتها في مستشفى السلام بمدينة خمر بمحافظة عمران خلال شهر يونيو 2025. وتشير التقارير إلى أن تفشي المرض بدأ في أواخر أبريل، حيث تم استقبال ومعالجة أكثر من 2700 حالة بين 20 أبريل و20 يوليو، احتاج ثلثاها إلى دخول المستشفى، ما يعكس خطورة الوضع الصحي المتدهور.
استجابةً لهذا الارتفاع الخطير، أعادت منظمة أطباء بلا حدود فتح مركز علاجي متخصص، مما أدى إلى زيادة الطاقة الاستيعابية بأكثر من 30%، في محاولة لتلبية الاحتياجات المتزايدة وضمان تقديم الرعاية الطبية في الوقت المناسب، رغم التحديات المعقدة. ورغم تراجع حدة التفشي، إلا أن حالات جديدة تستمر في الوصول يوميًا، ولا يزال نصفها يتطلب التنويم.
وتُعد الفئة الأكثر تضررًا من هذا التفشي هي الأطفال دون سن الخامسة، والذين يشكلون نحو 29% من مجموع الحالات، وهي نسبة مقلقة تكشف عن هشاشة هذه الفئة نتيجة سوء التغذية ونقص المناعة.
تتزامن هذه الزيادة الجديدة في الإصابات مع أزمة تمويل خانقة بدأت منذ مطلع العام، أثّرت بشكل كبير على قدرة المنظمات الإنسانية في اليمن على توفير الاستجابة الصحية المناسبة، وقلّصت بشكل كبير عدد المراكز العلاجية المتخصصة.
ويأتي هذا كله في ظل استمرار الحصار الجائر المفروض على بلادنا، والذي فاقم من الانهيار الصحي العام، وأدى إلى نقص حاد في الإمدادات الطبية ومستلزمات الوقاية. كما تسببت موجات الحر الشديدة وانقطاع الكهرباء على نطاق واسع في تقليص فرص الحصول على مياه شرب آمنة، وتدهور خدمات المياه والصرف الصحي، مما جعل البيئة مهيأة تمامًا لتفشي الأمراض والأوبئة.
في ظل هذا الواقع، يدق القطاع الصحي ناقوس الخطر، وسط تجاهل دولي لمعاناة ملايين اليمنيين، وأوضاع إنسانية تتدهور باطراد تحت وطأة الحرب والحصار.