انتحار جندي جريح يفضح عبث “درع الوطن”.. جنود يمنيون يُدفعون للموت مرتين

المنهاج نت _ متابعات

في مشهد يختصر قسوة الحرب ومرارة التبعية، عُثر على جثة الجندي الجريح علي سالم قديح المشولي مشنوقًا في منطقة أملبية بمديرية المضاربة – لحج، بعد أيام من اختفائه، في واقعة تُرجّح أنها انتحار نتيجة ضغط نفسي خانق، سببه الإهمال المتعمد من قيادة تتلقى أوامرها من الخارج.

“قديح”، أحد أوائل جرحى جبهة جبل المنصورة عام 2015، خاض المعارك باسم “الشرعية” ضمن ألوية درع الوطن المدعومة سعوديًا، لكنه انتهى ميتًا ومنسيًا، بعد أن خذلته الجبهات التي قاتل فيها، وخذلته الرُتب التي علقوها على صدره يومًا، وخذلته قيادة عسكرية لا تملك من أمرها شيئًا.

الجندي الجريح، الذي يعيل زوجة وخمسة أطفال، خرج يبحث عن قرض يسد به رمق أطفاله، بعدما تفاجأ بأن راتبه قد تم خصمه بالكامل ولم يصرف له سوى مبلغ مهين لا يتجاوز 50 ريالًا، في دلالة فاضحة على العبث والاستحقار الذي يتعرض له المقاتلون من قبل تلك التشكيلات التي لا تملك قرارها ولا تحترم رجالها.

جثته عُثر عليها بعد أن نهشتها الكلاب، تمامًا كما نهشت الحرب كرامته وحياته ومستقبله.

هذه الواقعة ليست مجرد انتحار، بل إدانة صريحة لمشروع المرتزقة الجدد، الذين يحاربون تحت رايات غير يمنية، ويقودهم ضباط لا تربطهم أي صلة حقيقية بهم، ولا يرون فيهم سوى أرقامًا قابلة للاستهلاك.

أبناء الجنوب، والجنود على وجه الخصوص، باتوا ضحايا لتشكيلات عسكرية ممولة وموجّهة من الخارج، تقاتل لحسابات لا علاقة لها بالوطن ولا بمستقبل من فيه.

إن دم الجندي علي قديح هو صرخة في وجه كل من باع القرار العسكري والسياسي، وأحلّ التبعية بدل السيادة، والموت بدل الكرامة

مقالات ذات صلة