الحوثيون لم يمنعونا من نشر دعوتنا وعلى الاخوان اعادة النظر في سياستهم..

الشيخ المهدي يكشف الحقيقة.

المنهاج نت –  يعيدموقع المنهاج حوارا نشر في أغسطس العام ٢٠١٩ م مع فضيلة الشيخ العلامة /محمد بن محمد المهدي يحفظه الله ، ونشر على صفحته في فيسبوك ،ولأهمية الحوار الذي سلط فيه الشيخ المهدي الضوء على بعض الحقائق في الواقع ودحظ بعض الشائعات نترككم مع نص الحوار  – كماهو  – مرة أخرى ، اسهاما منا  في ابراز الحقيقة ونقل الصورة عن حياة السلفيين في مناطق إدارة سلطة صنعاء .

والشيخ المهدي هو أحد أبرز علماء الدعوة السلفية في اليمن ورئيس جمعية الحكمة اليمانية الخيرية – فرع إب .

* نص السؤوال :
فضيلة الشيخ الدكتور / محمد بن محمد المهدي حفظك الله تعالى:

انتشر في هذه الأيام الترويج والإشاعات والأكاذيب أنكم فعلتم وقلتم وأنكم وأنكم وأخيرا يتم الترويج إلى أن خطبكم ودروسكم أصبحت تأتيكم من قبل الحوثيين وما عليكم إلا أن تقرئوها وفريق آخر يقول أن دروسكم وخطبكم أصبحت تنظير وتبرير وذكر فضائل الحوثيين والكلام أو التكلم في مخالفيهم من الإخوان وغيرهم نرجو أن تبينوا لنا حقيقة ذلك ؟

*الجواب/

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم إلى يوم الدين

أما بعد:

فإنني ولله الحمد منذ أن هداني الله لطلب العلم وأنا أدرس ثم أدرس الطلاب أن الطاعة المطلقة إنما تجب لله ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأن طاعة ولي الأمر إنما تكون في طاعة الله ورسوله فإذا أمر ولي الأمر بمعصية فلا يطاع في المعصية ولكن لا يلزم من ذلك الخروج عليه بالسلاح كما هو المعروف عن المذاهب الأربعة وغيرها من مذاهب أهل السنة فهم لا يرون الخروج عن الحاكم إذا وقع في مخالفات معينه أو في ظلم معين لكن يخرجون إذا رأوا كفرا بواحا عملا بالنصوص الشرعية ومنها حديث عبادة بن الصامت قال: “بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم” متفق عليه.

هذا هو المنهج الذي نسير عليه ومن هنا لم نخرج مع الخارجين على علي عبدالله صالح رحمه الله وإنما كنا نقول لهم انصحوا الرجل وغيره إلى ترك المخالفات فأبت الأحزاب إلا أن تفعل ما فعلت فحصل ما حصل الآن فالقول بأنني اخطب من أوراق تكتب لي لا أساس له نعم يأتي أحيانا من مكتب الأوقاف توجيه في قضايا معينه مثلا كمنع إطلاق الرصاص في الأعراس ، ومنع الآلات الموسيقية في الليل ، والصراخ ورفع الأصوات والإيذاء للنائمين والمرضى وغير ذلك فهذه نشير إليها في آخر الخطبة وهذا من باب التعاون على الخير أما أنني أخطب خطبي كلها مما يملئ عليا فهذا لا أساس له هذا أولا

ثانيا: أنت ذكرت الإخوان أنني أتكلم عن الإخوان الحقيقة يوجد غيري من يتكلم عن الإخوان وألف فيهم المؤلفات ونظم فيهم القصائد الكبيرة في ذمهم وأنا لست مع هذا الرأي لست مع الإخوان في الأثرة التي يعيشونها على غيرهم ويمنعون غيرهم والسيطرة على كل شيء , فلست معهم في الطاعة العمياء من الأتباع لقيادتهم لكن أيضا ليسوا مشكلتي وشغلي الشاغل فأنا أختلف معهم لحب السيطرة على كل شيء فهم إذا وصلوا قرية أو مدينة ألغوا الآخرين كما يفعلون الآن في تعز وفي غيرها لكنني في الوقت نفسه لا أتمنى لهم المصائب والدمار كما يتمنى لهم الآخرون ولست معهم في مغالطاتهم وتقلباتهم وتلوناتهم وتغيير منهجهم الذي أسسه مؤسسهم فقد أسسوا مناهجهم حسب ما قالوا إنهم يريدون عودة الخلافة وتطبيق الشريعة وكذا وكذا لقد تغير الوضع الآن .

وبالنسبة للمقارنة بين الحوثيين والإخوان إذا كان من حيث لإلغاء الآخرين فالإخوان حسب تجربتي معهم من عام 1400 هجرية إلى الآن أراهم يلغون غيرهم تماما

بالنسبة للحوثيين نختلف معهم في أشياء موجوده في التوجه العقدي نحن نختلف معهم نحن أهل سنة وهم معتزلة بمعنى أن المتأخرين من الزيدية صاروا معتزلة في العقائد لكن المجال مفتوح لنا ولهم إلى الآن فلم يمنعونا من أن ننشر دعوتنا ومنهجنا بالنسبة للإخوان بالعكس كنا في المدة التي عشناها في إب قرابة أربعين عاما كانوا يأخذون مساجدنا من أيدينا بالقوة وكانوا يشوهون بنا ربما بلغوا بعض الجهات الأمنية لإيذائنا وهذا عندي مسجل واستطيع أن أذكرهم بحوادث معينة لكن دعني اعطيك مثالا من الواقع اليوم ومقارنة بما كان عليه الإخوان كان الشيخ عبده عبدالله الحميدي عليه رحمة الله وهو فقيه شافعي اصولي عالم كان يخطب العيد وانا موجود وأستمع واستفيد منه وفي إب عدد من العلماء وعندما يغيب الشيخ يأتي الإخوان بضابط يخطب أو برجل شبه عامي أو برجل من السياسيين المهم لا يلتفتون إلى أي عالم في إب طالما لم يكن معهم حتى اختلفوا مع الرئيس علي عبدالله صالح وجاء المحافظ الذي كان في البداية منهم وهو عبدالقادر هلال رحمه الله الذي كان معهم في دمت ثم جاء وكيلا لمحافظة إب واختلف معهم بسبب السيطرة الكاملة منهم على كل شيء حتى ضربوا مدير مكتب التربية والتعليم في إب لأنه ليس منهم.

ولا بد أن يكون مدير التربية منهم والأوقاف والإرشاد وكل مدير لا بد أن يكونو منهم فعلى كل اختلف معهم وغير خطبة العيد إلى غيرهم وأنا خطبت من ذلك الوقت منذ عشرين عاما تقريبا لم أمدح في خطبي ولله الحمد الرئيس على عبدالله صالح ولم أمدح المحافظ ولم أمدح المسؤولين وإنما كنت أتكلم على حسب الحال والواقع خطبة عيد الفطر لها خصوصياتها وخطبة عيد الأضحى لها خصوصياتها والحمد لله ولم أسمع من المحافظ هلال أو غيرة من المسؤولين أي كلام الذي كان يهمهم هو أننا نطرح خطبة العيد كما ينبغي أن تطرح بما ينفع الله بها الناس سرنا على هذا حتى اليوم إلى أن وصل أنصار الله إلى مدينة إب وأنا لست حريصا من ذلك الوقت من قبل عشرين سنة وإلى الآن وأنا أنتظر اليوم الذي يقال لي فيه

الآن تنقل الخطبة إلى غيرك وانا أفهم أن الخطباء الذين يلقون الخطب في أماكن أخرى كلام بعضهم يختلف عن كلامي أنا اتكلم عن الوضع عن أحكام الأضاحي عن أيام التشريق مثلا في عيد الأضحى عن صلة الرحم عن التواصل والترابط والتماسك في الأمة وقد يتكلم كثير من الخطباء عن الجبهات وغيرها وأنا لا أخوض في هذا كثيرا صحيح قد أنتقد مظلمة معينة كقتل الأبرياء والمساكين من المدنيين من الأطفال والنساء في حادثة معينة هذا واجب علينا أن ننكره ممن كان سواء كان من الجهة هذه أو تلك لكن من باب الإنصاف ما قد قيل لي يوما لماذا لم تخطب عن كذا ولماذا خطبت عن كذا فهذا اتساع عند الأخوة في أنصار الله عندهم سعة أفق واسع يقبلون بغيرهم وهذا ليس خاصا في إب بل توجد مساجد في دماج بل في صعدة بل يوجد في محافظة ذمار التي هي كرسي الزيدية مركز كبير في معبر وله فروع من المساجد والحلقات في الحداء وفي عنس وفي آنس وفي عتمه وفي وصابين العالي والسافل وهكذا فالجماعة عندهم سعة أفق وعندهم إعطاء كل واحد على حسب منهجه وقناعته وعقيدته بخلاف ما كان عليه الإخوان مع أن الخلاف الذي كان بيينا وبين الأخوة في الإصلاح لم يكن خلافا في العقيدة حقيقة بل كان خلافا سياسيا لكن هم لا يريدون إلا أنفسهم

وبالتالي حينما يقولون أننا نخطب عليهم أو نمدح أنصار الله ما حصل هذا في خطبي

فإذا ذكرت حادثة معينة من الظلم كما حصل في تعز من قبلهم هذا الكلام أنا أنتقده من أي طرف كان مثلا في عدن لسنا مع ما حصل وقد ذكرت هذا في خطبة العيد وبين يدي المحافظ والمسؤولون كلهم موجودون ولم يقولو إلا خيرا .

أرجع مرة ثانية وأقول قد يقول القائل هذه مرحلة يكون لكم فيها الحرية تدعون وتعملون الخير وتدرسون لكن قد يأتي يوم من الأيام وهذا قد قاله بعض الإعلاميين ويمنعونكم نقول هذا شيء في علم الله أنا أتكلم عن واقع وأنا مقتنع أنني إذا تصرفت تصرفات خاطئة فأنا السبب لكن لو ظلمت وهضمت وأنا أسير في طريق لا أثير فيها البلبلة والحرب ثم ظلمت فسوف أرضى بقدر الله تعالى

فأنا لا أدعوا إلى الفتن في إب وأنا ممن دعاء إلى الهدوء والسلم في إب وقد وقعنا على هذا وسرنا على هذا ونتقرب إلى الله بذلك وليست سياسة ولا مصلحة حزبية

أذكر من باب الشيء بالشيء يذكر القائد الكبير يحيى الشامي عندما كان في عمق الدولة في هذه المحافظة وما جاورها من المحافظات وكان الذي يتعلق بي ما يتعلق بمعسكر قاع الجامع معسكر الحمزة في منطقة ميتم من السبرة هذا المعسكر كنت أذهب إليه نادرا لألقي بعض المحاضرات وأجد من السيد يحيى تشجيعا فكان الإخوان يوهموننا أنه منهم وبالتالي كانوا يشتغلون كثيراً في المعسكر بالمسرحيات والمحاضرات والأناشيد وكثيراً من الأنشطة التابعة لهم حتى كانوا يوهموننا أن القائد منهم وفي عام من الأعوام ذهب الشيخ الحميدي رحمه الله إلى الحج فجاءت السيارة التي تأتي وتأخذ المرشدين فقال لي من فيها لم يأت المرشدون لماذا لم تأت أنت فذهبت وحاضرت عندهم مرتين تقريبا فإذا برسالة تأتي من مكتب الأوقاف والإرشاد وهو بيد الإخوان للقائد يحيى الشامي خلاصتها أننا لسنا مسؤولين عن أي محاضر يأتيك إلا فلانا وفلانا يعني الذين هم منهم وما ذلك إلا خوفا على المعسكر من الاختراقات التي تؤدي إلى فساد العقائد وكذا وكذا فبينما أنا في المحاضرة إذا بسيارة مكتب الإرشاد تأتي ويعطون القائد وهو يسمع محاضرتي ضرفا وفيه رسالة ولم أعرف ما لذي فيها ولكن بعد أن أكملت محاضرتي أخذني القائد يحيى الشامي حفظه الله واطلعني على الرسالة وإذا فيها التحذير من أي واحد يأتي إلى المعسكر والمراد هو أنا لكي لا يحصل فساد في المعسكر وقال لي إيت متى شأت هذا هو واحد من كبار وقادة أنصار الله لم يقبل الجور والظلم الذين وجدهما في الرسالة فهل تريد أن تقنعني

أن هذا الإنسان ضال بمجرد أنه أختلف معك سياسيا هذا تعاملهم وهذا تعاملكم في وقت واحد فاستغربت ورجعت إلى مكتب الأوقاف والإرشاد في نفس اليوم ولتقيت مع من كانوا موجودين في المكتب وقلت لهم شكرا على حمايتكم للمعسكرات من الاختراقات

قالو لا نحن لم نقصدك نحن نقصد أنه ربما قد يأتي الاشتراكيون والبعثيون وهو كلام هراء وكذب فوضح أنه لا يذهب هناك الاشتراكيون ولا البعثيون إنما أذهب أنا لكن كل عالم وخطيب وداعية من غيركم فهو على ضلال

فأكرر القول للإخوان أن أعيدوا النظر في هذه السياسة التي افقدتكم الثقة من إخوانكم بينما الآخرون يتعاملون بحكمة مع الآخرين وان اختلفوا معهم

واضح أنا من السلفيين من أهل السنة ولا شك ولا ريب أن الحوثيين أو أنصار الله ليسوا متفقين معي مائة في المائة وأنا لست متفقا معهم مائة في المائة لكن كونهم يتعاملون مع واحد وهو ينشر منهجه وعقيدته ويطرح الذي يتقرب به إلى الله مع الاتفاق على الأمن والهدوء في البلد هذا لا تقبلونه أنتم فكيف تتهمون غيركم أنه يضر بكم أنتم ما قبلتم ولن تتعلموا من الاخرين أنا كان فهمي أن الجماعة إذا وصلوا إلى أي مكان منعوا من فيها إلا من هو معهم أو على مذهبهم وطلع العكس ففي صنعاء وفي عمران وصعدة وفي طول اليمن وعرضها من المناطق التي يحكمونها الناس على مذاهبهم فإذا قلت هم يعملون دورات ويقنعون الناس الجواب هذا حاصل عندهم دورات ويطرحون منهجهم الذي يقتنعون فيه لكن ما فرضوا على الناس بالقوة منهجهم وأن يلغو معتقدهم الذي يدينون الله به هذا لم يحصل

إذن علينا أن نأخذ من كل واحد ما وافق الكتاب والسنة ونترك ما خالف الكتاب والسنة وأن لا نجعل الميزان هو الحزب أو المذهب فقد تكررت الأخطاء وخسر إخواننا وكثيرا من المناطق والمواقع والمواقف ومن الجماعات ومن الجهات بسبب الحيل والإلغاء للأخرين

أما هؤلاء فهذا واقعنا معهم فنحن نختلف معهم في أشياء ونتفق معهم في الإسلام أنه ديننا جميعا نتفق معهم في أركان الإسلام وفي الصلوات وووو

ونختلف في مسائل أخذ بها المعتزلة أو غيرهم لكن لم نرغم أو نجبر عليها ثم الإخوان تحت حكم الحوثيين ينفذون ما طلب منهم في كل مشاريعهم المالية ويدفعون ما يطلب منهم من الجامعات والمدارس والمستشفيات وكل وسائل التجارة الإخوانية بل وفيهم من دخل معهم فلماذا يلام الآخرون على الأوهام وتنسون تناقضكم الكبير بين الأنام

ارجوا أن يكون الجواب مع اختصاري شافيا وكافيا في مسألة عندما طرح السائل مسألة الربط بين الحوثيين و الإصلاح ونحن أولا وأخيرا نريد للجميع الأمن والإيمان والسلامة والإسلام ونريد جمع كلمة أهل اليمن بل والأمة كلها من العرب والعجم جميعا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ذلك ما نريد

أما إتهام الآخرين أنهم أصبحوا مجوسا وروافض ويوالون أعداء الله فهذا من تأويل السياسيين الذين لا يتثبتون {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6]

وإذا كان بعض الإخوة في الإصلاح يتباكون مما حصل في عدن من سيطرة بعض الإخوة الجنوبيين على عدن وهجروا بعض الشماليين فهذا من حقهم ..

ولكن السؤال لهم لماذا هجروا السلفيين من تعز وهم شماليون من أهل البلد ثم لحقوهم بالدمار إلى الكدحة وفتحوا معارك مع أهل قضاء الحجرية وهم في ديارهم أليس هذا تباكي غير صحيح فالمصلحة الحزبية هي المقدمة على مصالح العباد بل مقدمة على الشرع فالخلاصة أيها السائل أن الكلام مبالغ فيه والجواب هو ما سمعته والذين يبلبلون هم الذين لا يقبلون بغيرهم ولم يعتبروا بما حصل في مصر واليمن وغيرهما فهم ينسون غيرهم ويحبون حزبهم فسقطوا مرات فهل يعودون إلى العدل.

نسأل الله تعالى أن يجمع الأمة على الخير والهدى إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آل وصحبه وسلم

مقالات ذات صلة