سلفية المخابرات

 
د / محمد طاهر أنعم

 

 

مصطلح ⁧‫#سلفية_المخابرات‬⁩ هو مصطلح صحيح وينطبق على عدد من التجمعات السلفية المخترقة في معظم الدول العربية والإسلامية.
‏التيار السلفي ⁧‫#الجامي‬⁩ ⁧‫#المدخلي‬⁩ هو تيار متشدد ومتطرف، ولكن كثيرا من المتأثرين به أشخاص عاديون ومتدينون طيبون لا يفهمون أين يتم سحبهم!!
‏الاختراق يتم عن طريق التوجيه المباشر وغير المباشر لاتخاذ مواقف عدائية متشددة ضد أي دولة أو جماعة أو حزب أو أشخاص يختلفون مع النظام الذي يخترقهم، وخاصة النظام السعودي الذي له خبرة طويلة في هذا المجال، والنظام الإماراتي الذي دخل على الخط مؤخرا وخاصة في اليمن وليبيا.
‏وهذا الاختراق يشبه كثيرا اختراق الجماعات الإرهابية المتطرفة مثل داعش والقاعدة، من نفس تلك الأنظمة، ومن الأجهزة الاستخبارية الأميركية في أماكن كثيرة.
‏يتم الاختراق للجماعات السلفية المتطرفة والجماعات الإرهابية بطرق متعددة، أشهرها أسلوبان:
‏الأول: زرع قيادات مرتبطة بالمخابرات وسط هذه الجماعات تدعي الانتماء والحماس لها، وتركيز التمويل والدعم المالي بأيديهم، ليلتف المنتمون والمحبون حولهم مع الوقت، ويتم توجيههم بطرق متدرجة وماكرة لمهاجمة أي دول وأحزاب وجماعات وأفراد تعارض النظام السعودي أو النظام والجهاز الممول.
‏والثاني: اشتراط اتخاذ مواقف متطرفة من بعض القيادات الكبيرة (غير المرتبطة بالاستخبارات) مقابل استمرار تمويل أعمالهم ومراكزهم وأنشطتهم.
‏من أوضح نماذج الاختراق السعودي للسلفية المتطرفة في اليمن مواقفها ضد أي خصوم للنظام السعودي.
‏ففي الثمانينات قبل الوحدة كان الهجوم على النظام الجنوبي باعتباره شيوعيا لما كان في مشاكل مع النظام السعودي، وفي بداية التسعينات تركز على صدام ونظام البعث القومي الكافر أيام حرب الخليج الثانية، ولاحقا صار ضد الإخوان المسلمين (باعتبارهم مبتدعة وحزبيين مفرقين للأمة) حين بدأ البعض معارضتهم للنظام السعودي، ومؤخرا ضد أنصار الله (باعتبارهم رافضة ومجوسا) لما تحدوا النظام السعودي وطلبوا إيقاف تدخلاته السلبية في اليمن سياسيا واقتصاديا.
‏ومن العجيب توجه ⁧‫#سلفية_المخابرات‬⁩ الجامية المتطرفة في اليمن للهجوم على بقية التجمعات السلفية في اليمن أيضا مثل جماعة الحكمة وجماعة الإحسان فقط لأنها رفضت التحريض ضد خصوم الأنظمة السياسية وربطت علاقات بأنظمة وجماعات أخرى وخرجت عن الإطار السعودي.
‏مؤخرا اخترق النظام الإماراتي السلفية الجامية في اليمن بحجة مواجهة الرافضة، وتعمقت في تمويلهم وتوظيفهم وتحريضهم على التكفير واستحلال الدماء خدمة للمشروع السعودي الإماراتي.
‏وحتى لما بدأ الشيخ يحيى الحجوري (زعيم السلفية الجامية في اليمن سابقا) في التوجه للنهي عن الاستمرار في القتال باليمن لأنه صار ألعوبة سياسية في أيدي بعض الدول، قامت الاستخبارات الإماراتية بضخ التمويل لقيادات شابة أخرى ليلتف الشباب حولها متجاهلين موقف الحجوري الأخير، ومستمرين في خذمة المشروع الإماراتي التفكيكي.
‏وأخيرا فقد بدأ بوادر نزاع سعودي إماراتي على ⁧‫#سلفية_المخابرات‬⁩ في اليمن بسبب اختلاف المشروعين مؤخرا، وقد يكون محور مواجهة قادمة.

 

 

 

المقال مأخوذ من صفحة الدكتور

مقالات ذات صلة