عظمة المناسبة..

حامد شاكر
ناشط سلفي

 

في ظل ارتفاع نبرات التعصب المذهبي، الطائفي في المناطق القابعة تحت سطوة الاحتلال وآثاره المنعكسة على الحياة العامة، وما تشهد البلاد من ترويج للمشاريع الرامية لخلخلة النسيج الاجتماعي الداخلي للمجتمع، يلاحظ المواطن العادي الساكن في المناطق التابعة لحكومة صنعاء أو الزائر إليها، القادم من تلك المناطق، مدى الانسجام الاجتماعي بين أطياف المجتمع المتنوعة، وكيف تمارس حياتها كأنها خلية نحل تعمل بكل دأب على تحقيق الحياة الجماعية المشتركة.

وما يجسد ذلك.. الفرحة الطاغية على حياة الناس، بقدوم المولد النبوي الشريف، فلا تكاد تمر بشارعٍ من شوارع المدن وحواريها وأزقتها ومنازلها على امتداد الرقعة الجغرافية، إلا وترى الأضواء والأعلام والزينة الخضراء الباعثة للسعادة والسرور في نفوس ناظريها، حتى الشباب والأطفال تراهم يصبغون رؤوسهم أو يطمرون وجوههم بالحلة ذاتها، وما يزيد الجمال جمالاً هو التنوع في الاحتفالية كلاً على طريقته مذهباً وسلوكاً. فإذا رأيت ثمَ رأيت مناظر جميلة وبديعة، فلا تزداد إلا دهشةً وحيرة في روعة المناسبة وعظمتها.

فالسلفي يحاضر ويخطب في جوامعه ومراكزه السلفية عن عظمة مناسبة المولد النبوي الشريف، وأثرها البالغ على حياة الأمة في رقيها منهجاً وحياة، والصوفي يقيم الموالد “السمرات” والحضرات المفعمة أجواؤها بالذكر والتهليل بالمدائح والقصائد المحمدية الممتزجة بإيقاع الدفوف الآسرة للأفئدة والقلوب حباً وعشقاً بالرسول الأعظم، سواءً في المجالس المعروفة بالزوايا الصوفية أو في المخيمات العامة وسط الأحياء احتفالاً بقدوم سيد البشرية، بأجواء يسودها الوئام والمحبة ووحدة الصف تحت راية إيمانية عظيمة مقدسة في نفوس أبناء اليمن الواحد.

مقالات ذات صلة